اعتقال السياسي البحريني إبراهيم شريف لانتقاده التطبيع مع إسرائيل

2025-11-13 - 8:58 م

مرآة البحرين: اتهمت شخصيات معارضة ومنظمات حقوقية السلطات البحرينية بمواصلة ما وصفوه بـ "نهج تكميم الأفواه وتضييق المجال العام"، وذلك عقب توقيف السياسي والقيادي في جمعية وعد، إبراهيم شريف، فجر الأربعاء في مطار البحرين الدولي فور عودته من لبنان.

وقالت وزارة الداخلية في بيان مقتضب إن التوقيف جاء بسبب "بثّ أخبار كاذبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وإطلاق عبارات مسيئة لدول عربية شقيقة وقياداتها"، مؤكدة أن الإجراءات المتخذة بحقه تأتي ضمن القوانين المنظمة للأمن الإلكتروني وجرائم النشر. وقررت النيابة العامة اليوم الخميس توقيف شريف 7 أيام على ذمة التحقيق.

لكنّ معارضين وجمعيات حقوقية ربطوا الاعتقال بمشاركة شريف في المؤتمر القومي العربي في بيروت، ومواقفه العلنية المنتقدة لسياسات إقليمية ترتبط بالتطبيع والعلاقات العربية - الإسرائيلية، معتبرين أن دوافع الاعتقال سياسية أكثر مما هي جنائية.

شريف هاجم في تصريح تلفزيوني على هامش المؤتمر موقف الأنظمة العربية تجاه القضية الفلسطينية، وقال بأن "أغلبها إما متواطئ وإما متآمر مع العدو الصهيوني أو صامت ليس له أي دور".
كما دعا المواطنين العرب إلى التمسك بالمقاومة والضغط على الحكومات العربية "لتغيير نهجها الحالي الاستسلامي"، وأكد بأن دور العرب هو تعزيز جبهة المقاومة والاستمرار في دعمها ماديًا وإعلاميًا، إضافة إلى المقاطعة.

وفي أول ردود الفعل الدولية، قالت منظمة Human Rights First إنها "قلقة للغاية" من توقيف شريف، معتبرة أنه "صوتٌ سلميٌ للمعارضة"، وأن اعتقاله "يوجّه رسالة واضحة بأن أي نقد للسلطات أو للعائلة الحاكمة يمكن أن يُواجَه بإجراءات عقابية". ووصفت المنظمة الخطوة بأنها استمرار لسياسة "استهداف المعارضين السلميين".

كما أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير حديث إلى أن السلطات البحرينية قامت خلال العامين الأخيرين باعتقالات مرتبطة بمنشورات دعم لفلسطين أو انتقاد للتحالفات الإقليمية، وذكرت المنظمة أن توقيف شريف يدخل في إطار "قمع أوسع لحرية التعبير والاحتجاج".

وفي السياق نفسه، دعت جمعية البحرين لحقوق الإنسان السلطات إلى إطلاق سراح شريف فوراً، مؤكدة أن مواقفه تقع ضمن حرية الرأي والتعبير المكفولة دستورياً، وأن اعتقاله المتكرر يشكل "انتهاكاً لالتزامات البحرين الدولية في مجال حقوق الإنسان".

واستنكر رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان باقر درويش اعتقال شريف، معتبرًا أن أي "اعتقال لمعارض سياسي هو إعلان رسمي بأكذوبة الإصلاح السياسي".

ويعدّ التوقيف الحالي حلقة جديدة في سلسلة اعتقالات طالت شريف خلال السنوات الماضية، أبرزها:

- مارس 2011: اعتقاله خلال احتجاجات الربيع العربي بتهم "التآمر لقلب نظام الحكم".
- يوليو 2015: توقيفه بعد خطاب سياسي اتّهم فيه بـ"التحريض على كراهية النظام".
- ديسمبر 2023: اعتقاله على خلفية انتقاده مشاركة البحرين في تحالف بحري في البحر الأحمر.
- مارس 2024: احتجازه بسبب منشورات على منصة X حول الإنفاق الحكومي والسياسات الإقليمية.

ويرى معارضون أن تكرار توقيف شريف يعكس غياب الإرادة السياسية لفتح المجال العام، بينما تؤكد الحكومة أن الإجراءات المتخذة بحقه "قانونية" وأن حرية التعبير لا تبرّر "المساس بدول عربية صديقة ولا نشر الأخبار الكاذبة".