هكذا يوثّق آية الله قاسم مكانة سيد شهداء الأمة في وجدانه
2025-11-12 - 9:02 م
مرآة البحرين : "مدرسة نصر الله" اسم كتاب جديد صدر حديثًا عن دار المناهل للطباعة والنشر من تأليف آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم، ضمن سلسلةٍ ستصدر تباعًا عن الدار تؤرشف مُجمل آراء وخطب سماحته في شخصيات إسلامية استثنائية ومنها الإمام الخميني (قده)، الشهيد السيد محمد باقر الصدر، الراحل الشيخ عبد الأمير الجمري، الراحل آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي.
الكتاب يلفت كثيرًا من يهمّه أيّ تفصيل مُتعلّق بسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (قده)، والمُلفت أكثر أن أكبر شخصية دينية شيعية في دول الخليج هي من تُسجّل وتتحدث عن أسمى شخصية إسلامية وتاريخية مرّت في العالميْن العربي والإسلامي، في القرن الأخير أقلّه.
188 صفحة يسرد فيها سماحة الشيخ عيسى قاسم ما يختزنه في وجدانه حيال اسم الشهيد السيد حسن نصر الله (قده) في حياته وبعد ارتقائه المؤلم. عن نشأة حزب الله، ومدرسة نصر الله، وعن الرسائل والبرقيات المُتبادلة، والذكرى السنوية الأولى للشهيد، يحكي سماحته ويُسهب.
وصْفِهِ بالمدرسة، يعكس مدى إكبار آية الله قاسم لسماحته كقائد استثنائي انفرد بمسلكه الخاص والمتميز في المقاومة، فاستحقّ أن يُشار إليه بهذه الطريقة. وحتى مع امتدادية سماحته لخط ولاية الفقيه أو ما يُعرف بخط الإمام الخميني "رضوان الله تعالى عليه"، لكنّ تأثيره القيادي الواضح منذ أن استلم الأمانة العامة لحزب الله، أحدث نقلةً لا تقبل الجدل على المستويات كافة، إدارياً وعملياتياً وميدانياً، وقاد الحزب إلى انتصاراته الكبيرة على العدو فيما بعد.
وممّا كتبه أيضًا في حقّ السيد الأسمى أنه "حرص كل الحرص أن تمتلئ كل مواقع الحياة الاجتماعية في لبنان وغير لبنان بالعقول الواعية والنفوس المحكومة للعقيدة والأيدي النظيفة والذمم الأمينة والأنظار الحكيمة"، وأضاف "الشهيد السعيد لم يتّخذ موقعه القيادي الكبير وثقة الناس فيه معبرًا للجمع لدنياه ودنيا ذويه ومركبًا لمصالحه الدنيوية ومصالح أهله والمقرّبين.. جُرّب بطلنا العظيم الصلب، وجُرّب إيمانه وأمانته، وصبره وشجاعته وثباته واستقامته وقناعته في الشدّة والرخاء، في التعامل مع الصديق والعدو ومع القريب والبعيد، وفي مختلف الظروف، فما وجده الناس إلّا الرجل الصالح والشجاع المقدام، والقيادة المؤمنة الحكيمة، والمخطّط البارع، والمقارع العنيد للطغاة المفسدين"، وتابع" الرجل إيمان عميق راسخ بخطّ الولاية على مستوى الكلمة الصريحة، والموقف الصلب، وهو ولاء نابع من الولاء للإسلام".
كذلك ينشر آية الله قاسم في كتابه مضمون برقيته التي وجّهها عام 2004 الى الشهيد السيد حسن نصر الله (قده) يُهنّئه فيها بإتمام صفقة التبادل مع العدو الصهيوني، التي أطلق بموجبها سراح 400 أسير فلسطيني و23 أسيرًا لبنانيًا.
في تلك المناسبة، خاطب سماحته السيد الأسمى بالقول: "أبا هادي، أيها القائد المظفّر، نحمد الله أن حباكم هذه النعمة الكبرى بأن نصرتم الله فنصركم، ووهب لكم من شرف الدنيا أن صرتم مفخرة أمة، هي أكرم أمة، وغدوتم رجل تضحية وجهاد وقيادة كفوؤة مُخلصة يُجمع المنصفون على إكباره. ومن كانت كرامته من الله في الدنيا، فكرامته في الآخرة أكبر إن شاء الله".
"لماذا تكريم السيد نصر الله؟" يطرح آية الله قاسم هذا السؤال في كتابه، ثمّ يُجيب: "التكريم لمن مثّل شعلة هدى في الحياة، ولمن كان دوره دورٌ يحتاجه الناس ويضطرون إليه، ويشعرون بثمراته وعطاءاته".
"من هو السيد؟"، يسأل آية الله قاسم أيضًا، ويُجيب مرة أخرى: "السيد إيمانٌ متجذّر ناضج، راسخ غير مهتز، أرضية هذا الإيمان لا تميل، علمٌ صحيح، فكرٌ وقّاد دليله إنتاجاته ودوره القيادي الذي لا يتهمه أحدٌ بالقصور أبدًا... السيد أبعادٌ كمالية متعدّدة مجتمعة تُكوّن رجلًا عظيمًا قلّ نظيره كما في كلمة آية الله العظمى السيد علي السيستاني.. قيادة نموذجية، القادة كثيرون لكن القيادة النموذجية نادرة.. السيد قائدٌ يرعى وعي أمّة رسالية واسعة.. تكريمه تكريم للإيمان وقول هذه الكلمة صادق".
ما كتبه آية الله قاسم في حقّ السيد الأسمى جديرٌ بالاهتمام والقراءة حقًا، ولاسيّما أنه صادر عن مرجعية دينية خليجية لا تخشى موقفًا أو إفصاحًا عن تقدير لشخصية لا تتكرّر أبدًا.
- 2025-11-11"منتدى الملك حمد للعدالة" .. المزيد من الميزانيات لتلميع القمع
- 2025-11-10الملك يشيد بالصحافة التي لا تشيد إلا به!
- 2025-11-09فيلم بحارنة البنادر: يروي معاناة المُهجّرين في المحمرة
- 2025-11-07فيديوهات التطبيع لا تصنع سلامًا: البحرينيون لا يرحّبون بـ"الاسرائيليات" بينهم
- 2025-11-06لماذا لا يمكن للبحرينيين أن يصدقوا الرواية الرسمية في قضية مقتل شهيد لقمة العيش عبدالله؟