فيديوهات التطبيع لا تصنع سلامًا: البحرينيون لا يرحّبون بـ"الاسرائيليات" بينهم

2025-11-07 - 8:04 م

مرآة البحرين : من لوس أنجلوس، اختارت المُطبّعة البحرينية فاطمة الحربي أن تُسوّق لاتفاق الخيانة مع العدو الصهيوني. تُعدّ الحربي من الأوائل الذين بادروا إلى تطبيق دعاية "السلام" مع الكيان المحتلّ بعد إعلان اتفاق "أبراهام" عام 2020.

هذه المرة، تظهر الحربي في فيديوهات مُشتركة مع مريم يونس، ابنة أحد ضباط جيش العميل أنطوان لحد (الذي عمل لصالح العدو الصهيوني في فترة احتلال جنوب لبنان قبل تحريره عام 2000). يونس تنشط عبر صفحتها على "انستغرام" من أجل نشر فكرة "السلام" وأنسنة العدو.

من لوس أنجلوس في الولايات المتحدة، شاركت الحربي ويونس فيديو مصوّر ترفعان فيه شعار المحبّة، مُتجاوزتيْن كلّ القهر والظلم الذي تتسبّب به "إسرائيل" يوميًا في فلسطين وكلّ الأمة العربية والإسلامية.


تقول ابنة العميل اللحدي المعروفة بأنها مؤثّرة، مهمّتها إذاعة وبثّ مفردات التطبيع مع العدو: "كل حياتي كلبنانية "إسرائيلية"، كنت أحلم أن أزور العالم العربي وخصوصًا الخليج! عندي فضول كبير من صغري، أزور المنطقة وأتعرف على الناس وذوق الأكل المحلي. المهم، بس وقّعوا اتفاقيات "السلام" مع البحرين والامارات، ما صدقنا في "اسرائيل" .. ويمكن بكل الشرق الأوسط أنه السلام ممكن. بس صراحة، عندي احترام كتير كبير للقادة الخليجيين وتحديدًا لملك البحرين ولملك الامارات، يلي عم يقودوا شعوبهم إلى الاستقرار .. السلام والازدهار. وبشكرهن من كل قلبي على قرارهن، لأنه خلاني اتعرف على فاطمة واكتشف من خلالها، جمال وتقدم الخليج. ومن خلال حبها العميق لوطنها البحرين ولمجتمعها، عم اتعرف على الجهة الثانية من الشرق الأوسط وعلى مدن بطلوا بس اسم، بل أماكن فيي زورها وابني صداقات حقيقية مع ناسها.
ان شاء الله قريبًا نشوف بعد اتفاقيات سلام، ولبنان يكون واحد منهن!".

العميلة ابنة العميل، والمُجنّسة "إسرائيليًا"، نشرت فيديو آخر صوّرته في البحرين، وإلى جانبها أيضًا فاطمة الحربي، تُبدي فيه إعجابها بالمملكة: "كتير حبيت البحرين!!! وهيدا فيديو تقدمة شخصية مني للسياحة البحرينية - لأنها بتستاهل!!! ولولا الاتفاقيات "الابراهامية" ما كنت قدرت اكتشفت لؤلؤة الخليج العربي!".

تشير يونس في الفيديو هذا إلى أنها أول سائحة "إسرائيلية" تزور أحد المعالم في المملكة، وهي تتوق إلى رحلتها الثانية الى البحرين.

هذه المقاطع لا تمرّ مرور الكرام بين عموم البحرينيين. الكثيرون هاجموا الفيديو على صفحتيْ يونس والحربي. ولأن الموقف سلاح، عبّر أبناء البحرين عن رفضهم التامّ والنهائي لأيّ شكل من أشكال التواصل مع العدو ومن ينتدبه ويُرسله من أجل نشر مفاهيمه ومُعتقداته والتعمية على القضية الأساس: احتلال الأرض المقدسة في فلسطين وقتل الأبرياء في كلّ بقاع الأرض، حيثما يرى العدو مصلحته الإجرامية.

بحسب هؤلاء، المسألة لا تحتاج ألى التفكير مرّتيْن. لا تعايش مع الاحتلال تحت أيّ مسمّى: اتفاقية رسمية، فيديوهات تعايش كاذب، دعاية إعلامية لإقناع الرأي العام بأن الصهاينة بشر طبيعيون يجب مدّ الجسور معهم.

لا بدّ هنا من الإشارة إلى أن هكذا مقاطع لا يجب أن تكون عادية بالنسبة لكلّ رافض للتطبيع ومؤمن بقضية مقاومة "إسرائيل" وجدواها وأحقيّتها، لذلك المطلوب الآتي:

- الإدانة المستمرة لأيّ صور تعكس التطبيع كواقع يجب التعايش معه.
- الوعي الحاضر دومًا لأيّ خرق يمكن أن يحصل ويُستغلّ من أجل تثبيت منهج الخيانة لمقاومة "إسرائيل" في المنطقة.
- فضح أيّة ممارسة من شأنها تقديم "اسرائيل" كشريك طبيعي، وتلميع صورتها رغم استمرار احتلالها وجرائمها.
- التركيز الثابت على فكرة أن لا "سلام" مع قتلة الأطفال والأبرياء.
- إظهار الأطماع "الإسرائيلية" في عموم المنطقة وفي الخليج والبحرين خاصة.
- رفض استضافة أيّ شخصية على علاقة بالاحتلال.
- تفكيك خطاب "السلام" الزائف عبر المنصّات وحسابات الناشطين الفاعلين والمؤثّرين.
- توثيق الانتهاكات وإبراز كيف تردّ "إسرائيل" على "السلام" بمزيد من القتل والاستيطان.
- التأكيد على فشل اتفاقيات "السلام" في انتزاع الحقوق الفلسطينية والعربية.
- ربط الشارع البحريني بالقضية الفلسطينية كقضية هوية عربية لا مُساومة عليها.
- بناء رأي عام ينبذ العلاقات مع "إسرائيل" مهما غُلّفت بالشعارات.


وعليه، في ظلّ استمرار السلطة في نهج التطبيع رغم الرفض العارم للبحرينيين لهذا القرار الذليل، يُصبح فرضًا على كلّ مواطن في المملكة تعنيه قضية فلسطين وتمسّه شهادة كلّ مقاوم رفع بندقيته بوجه الصهاينة، أن يكشف الزيف في خطاب "السلام"، ونشر الوعي بخطورة التطبيع على الضمير الجمعي، وبهذا تتحوّل وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحة مقاومة رمزية تحفظ الموقف الشعبي البحريني.