مملكة السلام.. كذبة تُدمنها السلطة
 
			
						2025-10-30 - 10:38 م
مرآة البحرين : شعار السلام ثابتٌ في دعاية النظام البحريني الحاكم ووسائل الإعلام المحلية. تحت هذا العنوان نشرت صحيفة الأيام تقريرًا على صفحتها على "انستغرام" حمل سؤالًا "كيف أصبحت المنامة عنوانًا دائمًا للسلام العالمي؟"، في استعراض لمحطات تعزّز الفكرة لدى المتلقّي.
المحطات المُدرجة في التقرير هي: قمة شرم الشيخ 2025، قمة البحرين 2024، حُكم الملك حمد الممتدّ منذ 26 سنة، خطابات الملك عن المحبة والاحترام المتبادل، إعلان البحرين للتعايش السلمي 2017، منتدى البحرين للحوار 2022، حوار المنامة منذ 2004، مركز الملك حمد العالمي للتعايش 2018ـ كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان، جائزة الملك حمد للتعايش السلمي 2024، اعتماد الأمم المتحدة 5 نيسان/أبريل يومًا للضمير العالمي بناءً على اقتراح البحرين، و28 كانون الثاني/يناير يومًا للتعايش السلمي 2025، مواقف المملكة الرافضة للصدام ودعم جهود السلام تجاه القضية الفلسطينية، رؤية البحرين للسلام.
لا بدّ من القول إن المشكلة الكبرى في البحرين تكمن في العقلية التي تستغبي الشعب وتظنّ نفسها أنها نجحت في المهمّة. كلّ بحريني يُدرك أن الحديث عن السلام لا يتناسب مع الدولة البحرينية ونهجها في الداخل. مُفردات السلام والتعايش والتسامح لم تنطبق يومًا على تجربة آل خليفة في الحُكم وإدارة شؤون البلد، فكيف يصدّق من يقرأ أو يستمع إلى أيّ خطاب أو "مانشيت" صحيفة أو موقع أو مقال يأتي على ذكر سلام آل خليفة؟
كوكب الحُكم يوعز إلى أبواقه بتكرار معزوفة المحبّة والسلام والتعايش، لذلك كوكب الشعب له كلامٌ أيضًا في هذا السياق:
* أين السلام في استعداء فئة وازنة من الشعب والانتقام منها بسبب أهوائها السياسية المكفولة في دستور البلاد؟
* أين التعايش في محاربة كلّ من يحمل فكرًا نقديًا في البلد ويطمح للتغيير والإصلاح ووقف مسلسل التنفيعات والمحسوبيات؟
 
* أين المحبّة في حرمان الناس من التعبير عن آرائهم؟
* أين الحوار مع الأديان في حظر أكبر صلاة جمعة مركزية في البحرين؟ وأين هو هذا الانفتاح والتسامح مع استمرار هدم مساجد خاصة بأبناء طائفة واحدة؟
* كيف خدمت لغة السلام التي ترفعها السلطة ليلًا ونهارًا الأشقّاء الفلسطنيين وقضيّتهم طيلة العدوان الوحشي عليهم وحرب الإبادة؟
تمارس الدولة سياسة الإنكار لكلّ اضطهادها بحقّ المواطنين. الصورة اللامعة التي تجهد لإظهارها، تصطدم بواقعٍ مغايرٍ تمامًا داخل البلاد، واقعٍ يقوم على التضييق والملاحقة والسجن وتكميم الأفواه.
المفارقة لا تقف عند حدّ التناقض بين القول والفعل، بل تمتدّ إلى تسويق صورة خارجية تخفي وراءها قمعًا داخليًا مُمنهجًا. فبينما تُستقبل الوفود الدبلوماسية لتُعرض أمامها مشاريع التعايش والحوار، تُملأ السجون بالمعتقلين، وتُغلق الجمعيات السياسية، ويُمنع الإعلام المستقلّ من العمل.
تُحاول السلطات البحرينية أن تربط مفهوم السلام بالولاء الكامل، وكأنّ السلم الأهلي لا يتحقّق إلّا حين يسكت الجميع عن الظلم. لكنها بذلك تُفرغ مفهوم السلام من جوهره الحقيقي، لأن السلام القائم على القهر ليس سلامًا، بل هدنة مفروضة بقوة الخوف. أما التسامح، فلا يُقاس بعدد المؤتمرات التي تُقام باسمه، بل بمدى قدرة المختلفين على التعبير عن آرائهم دون خوفٍ من الملاحقة أو السجن.
لن تستعيد البحرين صورتها الحقيقية كـ"مملكة سلام" إلا حين يتحوّل التسامح من شعارٍ سياسي إلى قيمة تُمارس، ويُفتح المجال العام لكل الأصوات الوطنية، ويُعاد الاعتبار للحق في المشاركة والنقد والاختلاف. أما أن ترفع الدولة شعار التسامح بينما تضيق ذرعًا بكل رأيٍ حرّ، فذلك ليس سلامًا، بل تجميلٌ للقمع بعباراتٍ طنانة ورنانة.
- 2025-10-29قانون الصحافة الجديد في البحرين.. المهزلة مستمرة
- 2025-10-27التعايش الكاذب في البحرين.. صلاة الدراز تفضح وليّ العهد
- 2025-10-26حادثة البحارة.. الدولة تُهمل مشاعر الناس
- 2025-10-25تحالف البحرين والكيان الصهيوني.. الخيانة تتعمّق
- 2025-10-25عن طرح الدعم الحكومي للمستحقين.. هل تأخذ الدولة أرقام البطالة والأعباء المتصاعدة في الحُسبان فعلًا؟