حادثة البحارة.. الدولة تُهمل مشاعر الناس
2025-10-26 - 5:28 م
مرآة البحرين : كان بإمكان الدولة أن تُعبّر فعلًا عن حرصها على مشاعر مواطنيها في قضية فقدان الشاب عبدالله حسن يوسف في عرض البحر، لكنّها اختارت عكس ذلك تمامًا.
الحادثة استحوذت على اهتمام شعبي واسع وتضامن كبير جدًا، إذ اجتمع المواطنون على الدعاء للمفقود ومتابعة القضية وكأنها تمسّ كلًا منهم شخصيًا. ورغم حالة القلق العارم الذي بدا من خلال تعليقات الناس في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، لم تستثمر الدولة في التقرّب إنسانيًا من الناس، بل اختارت أن تسلك طريق الإنكار ودحض الحقيقة.
باقتضابٍ لافت، تحدّثت وزارة الداخلية عن أن العمل جارٍٍٍ للعثور على الشاب، غير أنها استرسلت في بيان آخر في انتقاد مدون نشر وأيّد مضمون شهادة أحد الناجين من الحادث البحري، والذي حكى ما عاينه قبيل لحظات من فقدان الشاب عبد الله، فأعلنت أن إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بالإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني أنها استدعت وأوقفت مواطن بعد رصد قيامه بنشر محتوى عبر إحدى منصات التواصل الاجتماعي تضمن التشكيك في جهود البحث والإنقاذ المتعلقة بحادث فقدان أحد المواطنين، بما من شأنه إثارة الرأي العام والتأثير على مجريات التحقيق والإساءة إلى الجهات الرسمية.
حساسية الدولة تجاه تفاصيل الحادث البحري مبالغ فيها، وكعادتها تحاول "الداخلية" فرض سرديتها التي أبطلتها شهادة الشاب المفرج عنه، وتضيق ذرعًا بأي منشور لا يُطبل لروايتها، رغم أن الحادثة ليست أمنية بالأساس.
إلى جانب هذا، كان لافتًا تطويق أجهزة الأمن منزل المفقود عبد الله حسن وتعطيل أمسية دعائية لطلب سلامة البحار المفقود. مشهد يدعو فعلًا للتعجّب، فأيّ جريمة اقترفها مواطن فُقد في البحر، والمواطنون يجتمعون على الدعاء له؟
السؤال الذي يُطرح على المسؤولين اليوم:
- لماذا لم تتعاملوا بشفافية مع الحادث؟
- لماذا لم تفتحوا تحقيقًا يوضح ما جرى للرأي العام؟
- لماذا استئجار الذباب الالكتروني وبعض المؤثّرين والتشكيك بالبحارة؟
- لماذا لم تخاطبوا أهل المفقود وتقفوا عند حالتهم النفسية الصعبة جدًا؟
- لماذا التعامل مع قصة تُلامس الشعب بهذه الطريقة وباستخفاف؟
- لماذا استدعاء المُتضامين والمُتفاعلين مع القضية؟
يصف أحد المواطنين كلّ أداء الدولة في هذه القضية بالضعيف جدًا، ويقول "خلّوا الوطن كلّه يحزن، وقلوبنا ما بتطيب إلّا بالحق والإنصاف والدروس اللي لازم تُفهم".
رأي غالبية المُتلهّفين لمعرفة ماذا حلّ بالشاب عبد الله أن الدولة تُحارب البحارة في مصدر رزقهم ولقمة عيشهم، ولو كان أبناء الأمراء قد تعرّضوا لحادث مُماثل في عرض البحر لاستنفرت كلّ أجهزة الدولة، لا بل استقدمت أسطولًا دوليًا من أجل عملية الإنقاذ، بدلًا من نهي البحارة المتطوعين بقواربهم للمشاركة في عمليات البحث عن الشاب المفقود، فمتى تصحو الدولة وتخاطب الناس بلُغتهم وهواجسهم ومشاعرهم الحقيقية؟
- 2025-10-25تحالف البحرين والكيان الصهيوني.. الخيانة تتعمّق
- 2025-10-25عن طرح الدعم الحكومي للمستحقين.. هل تأخذ الدولة أرقام البطالة والأعباء المتصاعدة في الحُسبان فعلًا؟
- 2025-10-23اقتصاديون يحذرون من تطبيق توصيات الصندوق دون مراعاة احتياجات المواطن البحريني
- 2025-10-21مؤتمر "حوار المنامة" : عندما يصبح القمع صناعة سياحية
- 2025-10-20البحث عن وظيفة في البحرين.. هل تصدق وعود الدولة؟