البحرينيون في سجون العدو الاسرائيلي: التطبيع الذي يعتقل أبناءه

2025-10-06 - 10:38 م

مرآة البحرين: في سبتمبر 2025، انطلق أسطول الصمود العالمي من ميناء فالنسيا الإسباني، متجهًا نحو غزة، وعلى متنه أكثر من 45 سفينة تحمل مئات الناشطين من أكثر من 40 دولة. كان الهدف واضحًا: كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وإيصال مساعدات إنسانية تشمل حليب أطفال، مواد غذائية، وأدوية.
من بين هؤلاء، كان هناك بحرينيون. لم يكونوا في وفد رسمي، بل في وفد ضمير. شاركوا في الأسطول كأفراد، لا كممثلين عن حكوماتهم. لكن إسرائيل، كعادتها، اعترضت السفن في المياه الدولية، وصعدت قواتها على متنها، واعتقلت من فيها، بمن فيهم البحرينيون؟

التطبيع لا يحميك من الزنزانة
منذ توقيع اتفاقيات أبراهام في 2020، دخل نظام أل خليفة نادي المطبعين. سفارة في تل أبيب، علاقات تجارية، زيارات رسمية، وبيانات دبلوماسية تقول إن ""السلام خيار استراتيجي". لكن البحرينيين في أسطول الصمود لم يذهبوا للتجارة، بل للاحتجاج. ذهبوا ليقولوا إن غزة ليست قضية منتهية، وإن الحصار جريمة، وإن إسرائيل ليست صديقًا بل قوة احتلال.
فماذا فعلت إسرائيل؟ اعتقلتهم. وماذا فعلت البحرين؟ قالت إنها "تتابع باهتمام".

بيان خارجية نظام أل خليفة قمة الانحطاط الدبلوماسي
"تتابع وزارة الخارجية باهتمام وضع المواطنين البحرينيين الذين ألقي القبض عليهم من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية"، هكذا جاء البيان الرسمي. لا أسماء. لا صور. لا تفاصيل. فقط اهتمام بارد، يشبه اهتمام الشركات حين تفقد شحنة في الميناء!
هل هؤلاء المحتجزون بشر، أم عبء دبلوماسي يجب التخلص منه بهدوء؟ هل هم أبطال؟ أم خونة -في نظر النظام- لأنهم فضحوا هشاشة التطبيع وهوية المجتمع البحريني الحقيقية؟

البحريني الذي لا يُذكر اسمه
في أخبار الدولة الرسمية، لا يُذكر اسم أي بحريني محتجز. لماذا؟ لأن ذكر الاسم يعني الاعتراف بأن هناك بحرينيًا مقاوم رفض التطبيع، وذهب إلى غزة، واعتُقل لأنه حر. والنظام لا يحب الأحرار. يحب الصامتين، المصفقين، المطبّعين.

العدو الاسرائيلي لا يُفرّق بين مطبّع ومحتج!
إسرائيل اعتقلت بحرينيين رغم أن البحرين حليف. لماذا؟ لأن إسرائيل لا ترى في العرب سوى أدوات. تطبّع؟ جيد، سنبيعك برامج تجسس.
تحتج؟ سنعتقلك، حتى لو كنت من دولة "حليفة"، فالتطبيع لا يحميك بل يعرّيك.

الإعلام البحريني الرسمي .. حين يصبح الصمت خيانة
الإعلام البحريني الرسمي لا يجرؤ على ذكر البحرينيين المحتجزين في "إسرائيل"، لأن ذكرهم يعني الاعتراف بأن هناك بحرينيين خرجوا عن النص، عن الرواية الرسمية، عن خريطة التطبيع. وذلك ممنوع. ممنوع أن تقول إن البحريني يمكن أن يكون حرًا مقاوم ، ممنوع أن تقول إن البحريني يمكن أن يرفض الاحتلال. ممنوع أن تقول إن البحريني يمكن أن يُعتقل لأنه قال "لا".

السلطة التي تخاف من مواطنيها
السلطة البحرينية لا تخاف من إسرائيل لأنها من سنخها وجلدتها، بل تخشى من البحريني الذي يرفض "إسرائيل". تخاف من البحريني الذي يتجه إلى غزة. تخاف من البحريني الذي لا يصفق في حفلات التطبيع، بل يركب قاربًا ويواجه البحرية الإسرائيلية!
هذا المواطن خطر. ليس لأنه يحمل سلاحًا، بل لأنه يحمل فكرة. فكرة أن البحريني ليس تابعًا. ليس نسخة من بيان رسمي. ليس مستهلكًا في معرض إكسبو. بل إنسان، حر مقاوم ، يرفض الاحتلال، ويُعتقل لرفضه الظلم.

هل سيُعاقبون ؟!
في دولة تخاف من الحرية، العودة من غزة ليست انتصارًا، بل خطيئة. وفي نظام يرى في "إسرائيل" شريكًا، فإن من يرفض الشراكة معها يُعتبر خارجًا عن النص.
المنظمات الحقوقية الرسمية غائبة كما هو متوقع، خصوصًا وأن المعتقل هذه المرة ليس ضحية النظام حتى يمكن تزوير الحقيقة بل ضحية "إسرائيل"، ولأن الحديث عنه يعني الحديث عن غزة، عن الحصار، عن الاحتلال، عن التطبيع.
وهذه مواضيع ممنوعة، محرّمة، لا تُذكر إلا همسًا.