من على متن أسطول الصمود.. الناشط محمد عبد الله لــ"مرآة البحرين": الشعوب تتحرك حين تنام الحكومات

مرآة البحرين - 2025-10-01 - 11:05 م

قد تكون مُغامرة صعبة وخطرة، لكنّ فلسطين وأهل غزة المُحاصرين يستحقّون. هذا ما ينطبق على رحلة الناشطين البحرينيين الثلاثة محمد عبدالله وسلوى جابر وسامي عبد العزيز الذين التحقوا بأسطول الصمود العالمي المُتجّه نحو قطاع غزة.


في أواخر آب/أغسطس 2025، انطلقت الرحلة وانضمّ اليها عشرات الناشطين الدوليين. عنوانُ حراك هؤلاء هو إذًا "كسر الحصار"، غير أن مشاركة البحرين كانت لافتة، ولا سيما في ظلّ التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني الذي يواصل جرائمه الوحشية الُمتفاقمة بحقّ الفلسطينيين.

"مرآة البحرين" أجرت حوارًا مع الناشط محمد عبد الله الموجود على متن الأسطول، حول مشاركته وخطوته المقدامة، والتحديات التي يواجهها إلى جانب بحرينييْن أيضًا يرافقانه، فكان هذا الحديث:


1. ما هي دوافع المشاركة في هذه الرحلة؟

كثيرةٌ هي الأسباب التي دفعتني للمشاركة في هذا الأسطول. أوّلها هو هوْل الجرائم التي نشاهدها يوميًا على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، من قتل واستهداف مباشر للأطفال والنساء والشيوخ، قتل مُمنهج طال كل شيء في غزة. فمنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ولغاية اليوم تستمرّ آلة القتل الصهيونية في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحقّ أهلنا المحاصرون في غزة.
بالتأكيد هذه الجرائم ليست وليدة الأمس، بل هي متواصلة منذ اليوم الأول التي وضعت فيه الميلشيات الصهيونية أقدامها القذرة على أرض فلسطين.

المسألة الأخرى، هو الصمت المُطبق للأنظمة العربية التي لا وسيلة لديها غير بيانات الإدانة، دون أن تتخذ خطوات ملموسة من أجل محاصرة الكيان الصهيوني. نحن لا نُطالب بأن يُحرّكوا جيوشهم أو أن يستخدموا أسلحتهم الأمريكية المُكدّسة، والتي أثبتت فشلها في اعتراض أو على أقلّ تقدير الإنذار بالعدوان الصهيوني الذي جرى على قطر. بل جُلّ ما نُطالب به بأن تُستخدم الأدوات التي تمتلكها للضغط على الدول الداعمة للكيان الصهيوني وعلى رأسها الولايات المتحدة رأس الشر في كل مكان، وإلغاء اتفاقات التطبيع التي قُدمت للكيان الصهيوني على طبق من ذهب، ودون أية تنازلات عن أيّ من أهدافه التوسّعية سواء في غزة أو في بقية الدول العربية.

في ظل هذا الصمت المُطبق للحكومات، نحن الشعوب لدينا القدرة على الحركة وأن نُمارس الفعل لتقديم كل ما بوسعنا من أجل كسر الحصار الجائر عن غزة وأهلها في رسالة نقول فيها: حين تنام الحكومات فالشعوب تتحرك.

إن الشعوب الحيّة، ومهما طبّعت الحكومات، فإن لها موقفًا في رفض هذا التطبيع ومحاصرته شعبيًا بكل الوسائل المُتاحة، ومثال ذلك الشعب البحريني الذي ما فتئ منذ أن وقّعت الحكومة اتفاقًا تطبيعيًا مع الكيان في التعبير عن رفضه لهذا التطبيع وتكثيف جهوده الشعبية ومؤسساته المدنية لإستثارة وعي الأجيال المقبلة بأن هذا الكيان السرطاني في المنطقة لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يكون طبيعيًا.

 

2. ماذا عن الصعوبات والتحديات التي تواجهونها في ظلّ الوحشية والعنف التي يُبادل بها العدو الصهيوني من يُساعد أهل غزة؟

منذ بدء التحضيرات لهذا الأسطول، كانت وما زالت هناك تحديات مُتعددة، آخرها الاستهداف الصهيوني المباشر لسفن الأسطول في عرض البحر وفي المياه الدولية بقنابل باستخدام الطائرات المُسيّرة، في خطوة تُعبّر عن استمرار هذا الكيان في خرق كافة القوانين والأعراف الدولية، إلّا أن كل هذه التحديات لا تُعادل تضحيات أبسط طفل في غزة، ولن تُثنينا عن متابعة أهدافنا في كسر الحصار عن قطاع غزة، والوصول إلى أهلها لنحمل لهم رسالة من جميع الشعوب الحيّة، بأنكم لستُم وحدكم، وأن هذه الشعوب التي موّلت ودعمت الأسطول تقف معكم وتحمل معاناتكم وتشعر بآلامكم.

3. هل هناك ضمانات حصلتم عليها أو عملت دولُكم على تأمينها لمنع استهدافكم من قبل جيش الاحتلال عندما تصلون الى وُجهتكم؟

لو كان لأيّة حكومة، عربية كانت أم أجنبية، تأثيرٌ على الكيان الصهيوني لما استمرينا في مُتابعة الجرائم اليومية التي يقوم بها بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وما تعرّض الأسطول من استهداف بالطائرات المسيّرة.

باستثناء السفن العسكرية الإيطالية والإسبانية والبيان الذي صدر عن وزراء خارجية 16 دولة عربية وأجنبية، لا توجد هناك أيّة تحركات، على الأقل مُعلنة، بشأن أيّ تحرك عربي أو دولي لضمان سلامة الأسطول والمشاركين فيه والذين يمثلون أكثر من 44 دولة حول العالم.

4. ما هي المساعدات التي تنوون إيصالها؟

تحمل سفن الأسطول مساعدات غذائية ودوائية، إلّا أنها لن تكون كافية بأيّة حال من الأحوال للاحتياجات الحقيقية للقطاع.

قطاع غزة أصبح في حالة تجويع وفق وكالات الأمم المتحدة، ونقول تجويع لأن المجاعة في غزة ليست وليدة ظروف طبيعية كالجفاف أو الكوارث، بل هي نِتاج إحدى مُمارسات الكيان في الإبادة الجماعية كما أعلنت اللجنة الأممية المستقلة، وبالتالي أيّ قدر من المساعدات التي تحملها هذه السفن لن تكون كافية لسدّ رمق أهلنا المُحاصرين في غزة.

5. ما هي رسالتكم قبل وصولكم الى وُجهتكم ولاسيّما أنكم معرّضون لمخاطر عدة اليوم؟

رسالتنا: يسقط الحصار، يسقط الاحتلال، يسقط التطبيع.