في أسطول الصمود.. الضمير البحريني الحيّ

2025-09-29 - 9:13 م
مرآة البحرين : محمد عبدالله، ونوف سبت، وبدر النعيمي، سلوى محمد جابر، وسامي عبد العزيز، خمسة بحرينيين قرّروا أن يعبّروا عن موقف الآلاف من شعبهم وأن يُبحروا نحو قطاع غزة، ثمّ شاءت الظروف أن تستقرّ الأسماء عند محمد وسامي وسلوى. المُشاركة بارزة جدًا، فهؤلاء انضمّوا إلى هيئة أسطول الصمود العالمي الذي وضع هدفًا لحِراكه تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة: كسر الحصار وإيصال المساعدات إلى الأهالي الذين يتعرّضون لحرب الإبادة والتجويع.
هي رسالةٌ مؤثّرة جدًا بالنسبة للشعوب التي لا تُمثّلها سياسة حكّامها، فكيف إذا كان قرار كالتطبيع مع قتلة الأطفال والإنسانية جمعاء الخطوة تحظى بتأييد عارم في البحرين، خاصة أن الناشطين التحقوا بأسطول يضمّ مئات الأشخاص القادمين من 44 دولة (أبرزهم تونس، المغرب، الجزائر، ليبيا، موريتانيا، مصر، البحرين، سلطنة عُمان، الكويت، سوريا)، ويتألّف من اتحاد أسطول الحريّة، وحركة غزّة العالميّة، وقافلة الصمود، ومنظّمة صمود نوسانتارا الماليزية.
رحلة البحرينيين، استطاعت أن تستقطب اهتمام الشعب في البحرين لمواكبتهم والاطمئنان على مسيرهم نحو غزة، غير أن الأهمّ في المشهد اتخاذ هكذا قرار في ظلّ وجود نظام مُتحالف مع قتلة الشعب الفلسطيني ومُتآمر عليه. إذًا يمكن القول إن هذه المشاركة أكدت التالي:
1. مواقف الدولة لا تمثّل السواد الأعظم في البحرين الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني.
2. الشعب يستطيع أن يفرض لغته، ويبحث عن طرق فعّالة للتعبير عن دعمه ومُناصرته للشعب الفلسطيني وأهل قطاع غزة.
3. البحرينيون كانوا أجرأ من النظام الحاكم في مُبادرتهم لمساعدة أهالي غزة، إذ لم يتّضح ما إذا فعلًا أوصل آل خليفة مساعدات غذائية إلى القطاع إبّان العدوان السنة الماضية، كما ادّعوا واستعرضوا في وسائل إعلامهم.
4. البحرينيون جسّدوا مثال الشجاعة وتحدّوا كلّ الصعوبات والتهديدات التي تعرّضوا لها من قبل سلطات بلدهم.
وعليه، مجرّد قرار الإبحار نحو غزة، تحت راية إنسانية وأخلاقية، يكشف معدنًا صلبًا وروحًا عالية. فهم يدركون جيدًا أن أساطيل الحرية السابقة لم تسلم من الاعتداءات، وبعضها تعرّض للاقتحام بالقوة، ومع ذلك لم يتراجعوا. بل مضوا بخُطى ثابتة ليقولوا للعالم: إن غزة ليست وحدها، وإن الشعوب قادرة على كسر صمت الجغرافيا والحدود.
هذه المبادرة ليست مجرّد رحلة بحرية، بل رسالة سياسية وأخلاقية. فهي تعكس أن البحرينيين، رغم صغر مساحة بلدهم، يحملون قلوبًا أكبر من الحدود، ويملكون إرادة تضعهم في مقدمة الصفوف حين يتعلّق الأمر بالقضايا الإنسانية والعادلة.
في الخلاصة، حرّك الضمير الحيّ هؤلاء الخمسة، ورفعوا راية تقول: من البحرين إلى غزة، هناك جسرٌ من الكرامة لا يُقطع.