السيد في وجدان البحرينيين: عاطفةٌ لا تموت

2025-09-27 - 11:14 م

مرآة البحرين : فخر العرب، هكذا يصف البحرينيون سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله. الاسم بالنسبة لهم مُقدّس، وكأنه منهم، يعشقونه ويحترمونه منذ شبابه حتى إلى ما بعد عروجه.

غريبة هي العلاقة. صوَره تملأ البيوت والقلوب في البحرين. لا يأبه أهل البلد لما يمكن أن يُسبّبه ذلك من تداعيات أمنية أو ملاحقة أجهزة الدولة. المهمّ بالنسبة لهم الثبات على حبّه ومُناصرته. منذ كان حيًّا، وفي كلّ المحطات في لبنان، في الحروب والاستحقاقات الكبرى التي مرّ بها وتجاوز خلالها الكثير من المطبّات والمؤامرات، لازم البحرينيون السيد، وأصبح متجذّرًا في ذاكرتهم ووجدانهم.

أسباب عدّة قد تُفسّر هذا التعلّق بشخص وفكر السيد حسن عند البحرينيين، لعلّ أبرزها:

1. البُعد الديني والإسلامي الحاضر في السيد الأسمى، باعتباره رمزًا يُجسّد القيم الدينية في الصدق، التواضع، والثبات على المبادئ. خطابه الهادئ المقرون بآيات القرآن والسيرة النبوية وسير الأئمة ترك أثره في قلوب البحرينيين.

2. المبادئ القومية التي لم يحِد عنها يومًا. البحرينيون يلتقون حتمًا مع السيد الأسمى على القضية الفلسطينية. ومنذ تحرير جنوب لبنان عام 2000، شعر البحرينيون بأن حُلم العرب بالكرامة لم يعد وهمًا. لذلك، تحوّل السيد في وجدانهم إلى صوتٍ عروبي يُعيد الاعتبار إلى فلسطين، ويمنح الشعوب المقهورة ثقة بأن الاحتلال يمكن أن يُهزم.


السيد حاضر في كلّ تفاصيل البحرينيين: في المآتم والمناسبات الدينية الإسلامية عبر خطاباته، وفي الأناشيد الشعبية التي انتشرت بعد انتصارات المقاومة، وفي المسيرات الشعبية حيث تُرفع صوره فخرًا بكلّ موقف أطلقه بوجه الصهاينة.

حبّ البحرينيين للسيد نصر الله ليس مجرد عاطفة شخصية، بل هو تعبير عن انتماء إلى مشروع تحرّري، وعن رفضٍ للاستسلام أمام الهيمنة أو التطبيع. إنه رسالة واضحة بأن الشعوب، حتى وإن كانت مُحاصرة بقيود سياسية أو إعلامية، قادرة على أن تختار رموزها وأن تلتفّ حول من يجسّد آمالها.

مكانة السيد حسن نصر الله في قلوب البحرينيين هي انعكاس لوحدة الوجدان العربي والإسلامي حول فكرة المقاومة. هؤلاء وجدوا في سماحته:

* صورة القائد الذي لم يساوم،

* صدى حقيقي لثورة الإمام الحسين (ع) وتجسيد حيّ لشعار: "هيهات منّا الذلّة"،

* تلبية لنداء فلسطين الدائم ومناصرتها وإسنادها.

لذلك، رافق ذكر السيد الأسمى البحرينيين في حرب تموز، فكانوا يدعون له بالنصر، وفي المواكب الحسينية حيث تتردّد شعاراته، وفي البيوت حيث يستوطن صوته الآذان.

حبّ البحرينيين للسيد الأسمى شهادة مكتوبة بالعواطف الصادقة. إنّه حبٌ يفيض عن السياسة ويعلو على الجغرافيا، حبٌ صاغته دموع المآتم، وصبر المظلومين، وأحلام البسطاء الذين وجدوا في السيد حسن نصر الله تجسيدًا للكرامة التي يستحقها كل إنسان، وميزانًا للعدل والتآلف الإسلامي ونبذ التفرقة.