الشعلة يدعو لتحصين الجبهة الداخلية بعد العدوان على قطر: الأمن لا يُبنى فقط بالصواريخ والطائرات بل بالعدل والكرامة والمشاركة السياسية الواسعة

2025-09-26 - 11:00 ص

مرآة البحرين : دعا رئيس مجلس إدارة صحيفة البلاد الحكومية، ووزير العمل السابق، عبد النبي الشعلة في مقال حول تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطر، إلى تحصين الجبهة الداخلية بتوفير حياة كريمة وعدالة شاملة، ومشاركة سياسية واسعة، وفرص عمل مجزية تحفظ الكرامة، حتى لا تكون البحرين ودول الخليج بيئة حاضنة للعملاء والجواسيس كما عانت فلسطين ولبنان وإيران -بحسب قوله-.

وقال الشعلة في مقال بعنوان "رسائل في الولاء والوفاء للأوطان" بأن الأمن لا يُبنى فقط بالصواريخ والطائرات، بل بالعدل والكرامة والمشاركة، وأن الولاء هو خط الدفاع الأول عن الأوطان، لافتاً إلى أن العدوان على قطر كان محطة خطيرة، لكنه في الوقت نفسه قدّم لنا درساً بليغاً في أن الشعوب التي تحسن رعاية أبنائها وتغرس فيهم قيم الانتماء، تبقى عصيّة على الاختراق، وتبقى قادرة على مواجهة كل أشكال العدوان، محذراً في الوقت نفسه من الاعتماد المفرط على العمالة الوافدة خصوصاً في القطاعات الحساسة مثل البرمجيات وتقنية المعلومات.

وأشار الشعلة بأن إسرائيل نجحت في اختراق حماس وحزب الله وإيران خلال الحرب الدائرة بالاعتماد على مزيج من التكنلوجيا المتطورة والعملاء المحليين، موعزاً سبب فشل استهداف قادة حماس في الدوحة إلى اقتصارها على تتبع هواتفهم المحمولة دون وجود عنصر بشري على الأرض.

وأرجع الشعلة سبب فشل اغتيال قادة حماس إلى غياب البيئة الحاضنة للعملاء والجواسيس في الدوحة من مواطنيها، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن ما تناقلته بعض وسائل الإعلام أخيراً عن كشف شبكة تجسس من الجالية الهندية في قطر يوضح بجلاء أن خطراً كبيراً يكمن في العمالة الأجنبية، لكنه يظل أقل أثراً وفاعلية من العملاء المحليين.

وأكد الشعلة بأن معاناة فلسطين ولبنان وإيران من اختراقات واسعة يعود إلى نجاح إسرائيل في استقطاب وتجنيد عدد كبير من بين مواطنيها الساخطين والمتذمرين من أوضاعهم، لكنها لم تتمكن من زرع شبكة تجسس محلية في قطر أو في أيّ من دول الخليج، وهو ما يشير -بحسب الشعلة- إلى صلابة الولاء والانتماء لدى القطريين والخليجيين.

وتسائل الشعلة "كيف نرسخ في مجتمعاتنا قيم الولاء والإخلاص للوطن بحيث لا يصبح أبناؤنا ضحايا إغراء المال أو اليأس أو التهميش؟"، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن ترسيخ قيم الولاء والانتماء لا يتم عبر الشعارات وحدها، بل عبر سياسات عادلة تعزز ثقة المواطن بدولته وتجعله عصيّاً على التجنيد والاختراق.