آخر عجائب البحرين: طيران الخليج تستقطب الكفاءات المفصولة سابقًا

2025-09-24 - 4:10 م

مرآة البحرين: البحرين وعجائبها مستمرة. الجديد كما جاء في الخبر على وكالة أنباء البحرين الرسمية إعلان رئيس مجلس إدارة مجموعة طيران الخليج خالد حسين تقي تعيين مارتن غاوس رئيسًا تنفيذيًا لطيران الخليج اعتبارًا من 4 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، ومغادرة جيفري غوه لمنصبه كرئيس تنفيذي للمجموعة.

يُشير الخبر أيضًا إلى أن مارتن سابقًا شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة "إير بالتك"، الناقلة الوطنية للاتفيا، حيث قاد عمليات إعادة هيكلة استراتيجية وتحديث للأسطول، أدت إلى خروج الشركة من أزمة مالية وتحوّلها إلى ناقلة ربحية ومبتكرة ومعترف بها عالميًا، على حدّ زعم الوكالة.

الوكالة الرسمية أوردت أيضًا ما يُمكن أن تُبرّر فيه اختيارها لـ مارتن، قائلة: "قبل انضمامه إلى "إير بالتك"، تشكّلت مسيرته المهنية في قطاع الطيران الأوروبي؛ إذ بدأ كطيار قبل أن يتقلد مناصب قيادية في شركات متعددة، حيث عمل كرئيس تنفيذي لشركة "دويتشه بي إيه" التي اندمجت لاحقًا مع "إير برلين" ثمّ كرئيس تنفيذي لشركة طيران "سيريوس" في ألمانيا".

وتعتبر الوكالة، أو ما أوعز إليها بأن تكتبه في الخبر، أن هذه الخطوة تؤكد التزام مجموعة طيران الخليج بمواصلة تطوير عملياتها وتعزيز كفاءتها التشغيلية، بما يضمن استدامة النمو وتمكين الناقلة الوطنية من مواكبة الفرص المستقبلية بثقة واقتدار.

بكلّ علنية وبساطة وفصاحة لا بل وقاحة، تُعلن السلطات ذلك، وكأنّ هذا التعيين عاديّ جدًا ولا يُسبّب البلبلة في البلد. البحث في الأسماء وتفاصيل القرار يقودنا إلى أن لـ مارتن تاريخ فاشل في إدارة الشركة حيث كان، أي "إير بالتك". وفق البوابة الإخبارية الرسمية الموحّدة في لاتفيا Latvian Public Media، قال وزير النقل اللاتفي أتيس شفينكا في نيسان/أبريل 2025 في مقابلة إذاعية إن وزارة النقل فصلت مارتن غاوس، الرئيس التنفيذي لشركة الطيران الوطنية airBaltic، على خلفية النتائج المالية للشركة عن العام الماضي، والتي أظهرت خسارة قدرها 118 مليون يورو، وأكد حينها أن هذه الخسارة في عام 2024 كانت إشارة مهمّة لا يمكن تجاهلها.

هذا يعني بكلّ وضوح أن إقالته من عمله مرتبط بشكل مباشر بأدائه المالي السيّء للشركة لعام 2024، والذي تسبّب بخسارة مالية جسيمة.

وعليه، مجموعة طيران الخليج مُطالبة بتوضيح الأسباب الحقيقية وراء اختيار هكذا شخصية لتُنصّب في موقع الرئيس التنفيذي لطيران الخليج، ولاسيّما أن البحرين غنيّة بالكفاءات الوطنية والقادرة على إدارة هذا الموقع بكلّ مسؤولية وجدّية بما يخدم البلد، بعدما تعاقب عشرات الرؤساء التنفيذيين الأجانب على قيادة طيران الخليج من دون أن يتبدّل الوضع الى الأحسن.

ولذلك، نسأل من أصدر قرار التعيين:

* لماذا تُحجز المناصب العليا لوجوه أجنبية تتعاقب على الشركة؟

* ماذا تقول الدولة لمواطنيها الذين أفنوا أعمارهم في هذا القطاع حين يرون أن جهودهم لا تؤهّلهم حتى لمجرد المنافسة على المنصب الأول؟

* متى ستتوقّف الكوادر الوطنية عن الشعور بأن سقف الطموح محدود أمامها؟

في الخلاصة، نجاح طيران الخليج لن يُقاس فقط بعدد الوجهات أو الأرباح السنوية، بل بقدرتها على أن تكون منصّة لصناعة الكفاءات الوطنية، لا مجرد حقل تجارب للمديرين الأجانب العابرين.