الشعب البحريني يفرض أدواته السلمية: مقاطعة العدو تنجح

2025-09-18 - 6:55 م

مرآة البحرين : صحيحٌ أن حكّام البحرين قرروا التطبيع مع عدو الأمة، غير أن الشعب اختار أن يُسجّل موقفًا مؤثّرًا من القضية الفلسطينية التي يتبنّاها تاريخيًا.

إضافة الى كلّ التأييد الشعبي لحركات مقاومة الاحتلال "الإسرائيلي" في المنطقة ومُناصرة الشعب الفلسطيني بوجه آلة القتل التي لا تتوقّف عن اللحاق به، ها هو سلاح مقاطعة كلّ البضائع والمحال التي تربطها علاقات بالكيان الصهيوني ينجح في الوصول إلى نتيجة يمكن وصفها بالمُرضية.

في التفاصيل، أعلنت سلسلة متاجر "كارفور" إغلاق أبوابها نهائيًا في مملكة البحرين، تحت ضغط مقاطعة الشعب لها وذلك بعد الانسحاب من سلطنة عُمان والأردن أيضًا. والمعروف أن "كارفور" مُتعاقدة مع شركات صهيونية تدعم جيش الاحتلال.

هذا القرار يُشير إلى نجاحٍ فعلي لقرار مقاطعة المواطنين للشركات التي تجمعها علاقات مباشرة وغير مباشرة مع كيان العدو، ما يعني أن الشعب يستطيع أن يطرد الصهاينة من أرض البحرين، وأن اتفاق التطبيع ولو مضى على إبرامه سنوات خمس، لن يتمكّن من قلب المبادئ الراسخة لدى المواطنين: لا خيانة، لا مصافحة، لا اعتراف.

منذ توقيع اتفاق التطبيع بين البحرين و"إسرائيل" عام 2020، لم تهدأ الأصوات الشعبية الرافضة له. ورغم القيود السياسية والأمنية، نشأت في البحرين حركات مقاومة التطبيع التي اتخذت أشكالًا متعددة: بيانات جمعيات سياسية ومراجع دينية ونُخب، تظاهرات سلمية، حملات عبر وسائل التواصل، ومبادرات للمقاطعة الاقتصادية.

هذه الحركات لا تملك أدوات السلطة ولا الإعلام الرسمي، لكنها تملك سلاح الرمزية والشارع، فحين يرفض البحرينيون التطبيع في حياتهم اليومية، من خلال رفض زيارة معارض "إسرائيلية" أو مقاطعة مُنتجات، فإنهم يوجّهون رسالة واضحة: القرار السياسي لا يمثّلنا. بذلك، تصبح المقاومة الشعبية للتطبيع تعبيرًا عن هوية وطنية وقومية، لا مجرّد حركة احتجاجية عابرة.

إغلاق فروع "كارفور" في البحرين نهائيًا جاء بعد حملات شعبية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوات إلى مقاطعة السلسلة باعتبارها تُسهم في دعم الاقتصاد "الإسرائيلي". هذا الحدث شكّل دليلًا عمليًا على قوة المقاطعة الاقتصادية، وأن رفض التطبيع لا يتوقّف عند الشعارات السياسية، بل يمكن أن يترجم إلى خسائر مادية لشركات كُبرى.

الرسالة هنا مزدوجة إذًا:
إلى الشركات: بأن التعامل مع "إسرائيل" مُكلفٌ شعبيًا،
إلى الدولة: بأن الشعب يملك أدوات سلمية لفرض موقفه.

بناءً على ما تقدّم، رفض التطبيع لم يعد مجرد بيانات سياسية، بل أصبح سلوكًا استهلاكيًا واجتماعيًا، يظهر في المقاطعة ورفض حضور شركات العدو.

في أحدث خطاباته، يقول رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو إن "إسرائيل" تواجه تهديدًا اقتصاديًا، ويلفت الى أن على "إسرائيل" الاستثمار في "عمليات تأثير" لمواجهة العزلة الاقتصادية الناجمة عن الدعاية السلبية في الخارج. هذا يعني أن حصار "إسرائيل" اقتصاديًا له تأثيرٌ مباشر وينجح ويُصيب الاحتلال في مقتل، لا بل يؤلمه كثيرًا.