اجتماع الزياني والسفير الجديد للعدو.. جريمة التطبيع مستمرة

2025-09-01 - 1:28 ص
مرآة البحرين : عيّن كيان العدو شموئيل رافائيل سفيرًا له في البحرين خلفًا لآيتان نائي. الدبلوماسي الصهيوني الجديد زار وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني وسلّمه نسخة من أوراق اعتماده. الزياني تحدّث أمام حليف دولته فأكد أهمية مواصلة الجهود بما يسهم في دعم مساعي السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
في البحث عن السيرة الذاتية لسفير الاحتلال الجديد، يظهر أنه آتٍ من خلفية دبلوماسية بامتياز، فقد انضمّ إلى وزارة خارجية العدو عام 1987، وبدأ عمله في صفوفها انطلاقًا من مانيلا في الفلبين، كما عمل ضمن دبلوماسيي الكيان في كل من قطر وفرنسا، وشغل منصب سفير الكيان في قبرص.
هو الوجه الصهيوني الثاني الذي ستجمعه لقاءات كثيرة مع مسؤولي الدولة في البحرين طالما أنها متمسّكة باتفاق "أبراهام" التطبيعي، غير أن اختياره يقودنا إلى القراءة في آلية اختيار كيان العدو لسفرائه في البلدان التي تجمعه بها علاقات رسمية.
الخبرة الدبلوماسية القوية من أبرز دوافع خارجية العدو لانتقاء ممثّليها في الدول، إضافة إلى التوافق مع أولويات "إسرائيل" الاستراتيجية، غير أن الأبرز هو معرفتهم العميقة بالثقافة العربية، لأنها تساعد في بناء علاقات مباشرة مع المسؤولين المحليين باعتقادهم. لذلك يسعى الكيان إلى فهم الديناميات السياسية والاجتماعية في الدولة المُضيفة، هذا إلى جانب قدرة من يُعيَّنون من سفراء على تعزيز مصالح الكيان الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وعلى سبيل المثال، آيتان نائي كان أول سفير صهيوني لدى البحرين بعد تطبيع العلاقات في 2020. شغل أيضًا منصب القائم بالأعمال في الإمارات لفترة قصيرة. خدم في البحرين خلال فترة جائحة كورونا والعدوان على غزة، ولم يقطع تواصله مع حكام آل خليفة.
وعليه، يمكن القول إن العدو يسعى من خلال سفرائه إلى تحقيق مبادئ أهدافه الاستراتيجية والأمنية، وعلى رأسها تعزيز العلاقات مع الدول عربية المُطبّعة أو الدول الإقليمية المُهمّة لتوسيع النفوذ السياسي والاقتصادي للكيان، والانفتاح على التجارة الدولية وجذب الاستثمارات الأجنبية، خصوصًا في مجالات التكنولوجيا.
غالبية البحرينيين يُعارضون التطبيع مع الكيان، ورغم ذلك ذهبت الدولة إلى هذا الخيار وحدها تكريسًا لنهج الاستفراد بكلّ قراراتها الاستراتيجية والحسّاسة. لم تُخبر ولم تُبرّر لشعبها هذه الخطيئة ومضت بها، إلّا أن العدو كان أوضح منها، فهو تحدّث صراحةً عن أهدافه من الاتفاق "الابراهيمي" كتعزيز الأمن الإقليمي، ولاسيّما أن البحرين جارة إيران، وتعزيز التجارة مع دول الخليج في قطاعات التكنولوجيا، الزراعة، المياه، الطاقة المتجددة، إلى جانب توسيع دائرة الاعتراف الرسمي بـ"إسرائيل" في العالم العربي، وتحسين صورتها دوليًا من خلال إبراز علاقاتٍ سلمية مع دول عربية مُصنّفة بـ"المُعتدلة".
لن تتراجع البحرين عن خيار التطبيع، بل تواصل غرقها في وحْله، مهما كلّفها من بغضٍ شعبيّ وانسلاخ عن عموم المجتمع البحريني الأصيل والمُلتزم بمناصرة القضية الفلسطينية رغم الصعوبات والتحديات.
- 2025-08-28حقوق السجناء.. المعاناة المفتوحة
- 2025-08-28فقر بلا ضجيج: حين يُدار الفقر كأداة لضبط المجتمع
- 2025-08-26جمعية صحافيي البلاط.. غيابٌ للمهنية وتجديدٌ للصورة الواحدة
- 2025-08-25مملكة الفوتوشوب: مشاريع الحكومة من شاشة العرض إلى ثلاجة الأرشيف
- 2025-08-25البحرين أمام مشروع "إسرائيل الكبرى": اعمل نفسك ميّت