البحرين تبحث عن الأمان الصاروخي!

2025-08-22 - 1:19 ص
مرآة البحرين : صدّقت وزارة الخارجية الأمريكية على صفقة لبيع البحرين نظام صواريخ المدفعية عالية الحركة (HIMARS - إم142) ومعدات مرتبطة به، بقيمة تقارب 500 مليون دولار، وفق ما أعلنت وزارة الحرب (الدفاع) في الولايات المتحدة.
وفي تفاصيل الخبر، ستكون شركة "لوكهيد مارتن" المقاول الرئيسي للصفقة، التي تهدف إلى تعزيز القدرات العسكرية للبحرين في سياق الشراكة الدفاعية مع الولايات المتحدة.
نظام HIMARS M142 هو نظام قاذفات صواريخ مدفعية عالية الحركة، خفيف الوزن، تمّ تطويره في أواخر التسعينيات للجيش الأمريكي، يتميّز بقدرته على إطلاق صواريخ موجّهة وأنظمة صواريخ تكتيكية للجيش (ATACMS).
أهداف الصفقة إعلاميًا تبدو جليّة ولا تحتاج إلى تفكيك، وهي تُختصر في إظهار المدى الذي وصلت إليه العلاقات بين البلديْن ولاسيّما مؤخرًا بعد زيارة ولي العهد رئيس الوزراء سلمان بن حمد لواشنطن، وما أعلنه من خطط لاستثمار 17 مليار دولار في الولايات المتحدة.
لماذا حيازة هذه الأسلحة؟
بعيدًا عن الآراء الدعائية للصفقة المُبرمة، هناك الكثير من الانتقادات التي طالتها والتي تندرج كلّها تحت عنوان الصدمة. في الأصل، الصدمة مُمتدّة منذ أن سبقت البحرين كلّ الدول الخليجية وحصلت على طائرات F-16 عام 1990، من دون معرفة الدوافع والأسباب المقنعة.
بعفويةٍ، أسئلةٌ عديدة يطرحها من يقرأ الخبر:
* لماذا ستحتاج البحرين نظام صواريخ مدفعية بهذه المواصفات وأين ستستخدمها؟
* لماذا تنكبّ البحرين على التسلّح دوريًا وممّ تخشى؟
* لماذا تهتمّ الدولة في البحرين بأنواع مخصّصة من الراجمات وهي لم تخض حربًا واحدة؟
* هل أولوية البحرين اليوم مشتريات عسكرية من مستوى الأنظمة الدفاعية؟ أم التفرّغ لحلّ مطالب المواطنين في مجال الصحة والتعليم والفواتير والسكن وحتى الوظائف؟
* هل الصواريخ أكثر إثارة من مطالب العمّال والمعلّمين في البحرين؟
معدات عسكرية متنوّعة
إذا أردنا الغوص أكثر في أنواع الأسلحة التي تسعى البحرين لحيازتها في الإجمال ولاسيّما مؤخرًا، يتّضح أنها استلمت أول دفعة من الصواريخ المحدثة "PAC-3 MSE" في آذار/مارس 2024، كما أبرمت اتفاقية صفقة لشراء دبابات M1A2 Abrams SEPv3 ومستلزماتها بقيمة 2.2 مليار دولار.
وبالعودة إلى السنوات الماضية، حصلت البحرين عام 2023 على 24 طائرة هجومية Bell AH-1W Super Cobra من الولايات المتحدة، وفي العام 2022 على طائرات هجومية Bell AH-1Z Viper، وفي العام 2019 على معدات برية ودفاع جوي، وفي العام 2017 على طائرات F-16V الجديدة، إلى جانب ترقيات تُحول أسطول F-16C/D القديم إلى النسخة المتقدمة F-16V.
هاجس التسلّح واضحٌ في أجندة البحرين العسكرية، على الرغم من بُعدها عن المعارك الجوية والبحرية والبرية. حتى في الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة على إيران، لم نشهد استخدامًا مباشرًا للأسلحة التي بحوزتها، وتركت مهمّة اعتراض الصواريخ الإيرانية للقوات الأمريكية على أراضيها.
هذا المشهد العجيب تراه فقط في البحرين، حيث ترى الحكومة أن شراء الأسلحة هو شكل من أشكال التنمية، وإذا شعر المواطن بعدم الأمان الاقتصادي، على الأقل يشعر بالأمان الصاروخي!