إبراهيم المدهون دماثة الأخلاق العابرة للانتماءات

2025-08-14 - 5:47 ص
مرآة البحرين : أصيب الناشط السياسي إبراهيم المدهون بجلطة قلبية وهو في المنفى بلبنان يوم الجمعة 8 أغسطس، ورحلته الحافلة بالعطاء في ميدان العمل الوطني تعج بالمراحل المختلفة، حيث تبوأ مناصب قيادية في جمعية الوفاق، وصار فاعلاً سياسياً من نشأة الجمعية حتى إغلاقها من قبل السلطة في البحرين.
ويعتبر المدهون أحد النشطاء البارزين الذين حملوا قضية الوطن على حساب أمنه وراحته وإظهارها للإعلام، عبر توضيح مشروعية المطالب التي تنادى البحرينيون على رفع الصوت لأجلها، والتي أدت إلى العديد من تقديم التضحيات في سبيلها.
المدهون الرجل الستيني هو أحد علامات التضحية البحرينية، هاجر من البحرين في أعقاب الحملة الأمنية التي رافقت خروج الناس للمطالبة بالحقوق الدستورية عام 2011، حاملاً ثقل المسؤولية على كتفه، ولم يفتر طيلة عقد ونصف في تظهير صوت شعب البحرين إلى العلن، حُرم الحياة الاجتماعية التي كانت حيثيته فيها حيثية المحبوب المضيء الذي تحتفي به المجالس وتنشد فيه أبيات السمعة الطيبة.
دماثة الأخلاق وخدمة الناس عنوانان يطوفان حول المدهون كلما طاف حول مجتمعه، مما كرّس حضوره في الأوساط المختلفة حتى خارج دوائر الانتماء الحزبي، فهو عابر للانتماء إلا إلى دينه ووطنه، وهذا الحضور المثال، بقي حاضراً حتى الوعكة الصحية الأخيرة، التي حركت إرادات متعددة في الدعاء له بالتعافي، وما بين العمل السياسي داخل البلاد وخارجه، عمل اجتماعي يخدم فيه مجتمعه وناسه وأهل قريته.
هذا الرجل المثال، أحد عناوين الكيف الذي يمهر العمل العام لمجتمع يحتاج لرجال تفرض عليهم مروءتهم حمل الأمانة بمسؤولية عالية، وهو ما كان عليه أبا حامد، حتى أقعده المرض، لئلا يمرض الوطن أكثر، ضحى المدهون بصحته كما ضحت قوافل من رجالات الوطن لأجل الصالح العام.