البحارنة في الأربعينية.. ولائيون حدّ النخاع

2025-08-12 - 5:42 م

مرآة البحرين : في أربعينية الإمام الحسين (ع)، يتقدّم البحارنة المشهد. الزوار يملؤون الصحن الحسيني بالآلاف، وكأنهم، بل هم، على عهدٍ سنوي بإقامة أكبر تحليقة في أقدس مكان.

في كلّ عام، يتميّز البحارنة بعزائهم في عاشوراء من بين مختلف البلدان الإسلامية، على الرغم من أن البحرين ليست دولة ذات كثافة سكانية عالية، غير أن المشاركين في عاشوراء، إن كان داخل المملكة أو في كربلاء المقدسة، أو في الأربعينية، يُثتبون كم أن الحسين وأهل البيت (ع) شغفهم.

تُقدّر بعض الأوساط أن نحو 100 ألف بحريني يُشارك هذا العام في أربعينية الامام الحسين (ع). رقمٌ هائل قياسًا بالشعب البحريني. كثيرٌ من المُتابعين للمشاهد التي عُرضت على المنصّات وصفحات المواكب الحسينية انبهر من حجم الحشود البحرينية المواظبة على الحضور في الصحن الحسيني، ولاسيّما خلال أداء التهويسة الشهيرة ومجالس اللطم التي يحضرها أبرز الرواديد البحارنة.

صفحة العتبة الحسينية الشريفة أقرّت بأن الموكب البحريني هو أكبر موكب يحضر في مراسم العزاء خلال فترة الأربعينية، وهنا لا بدّ من التوقف عند أبرز ما يُميّز هذا الحضور الكبير والدائم:

* تعلّق شعب البحرين بسيرة أهل البيت (ع) منذ سنوات طويلة، إذ تعود جذور إحياء عاشوراء في البحرين إلى قرون مضت، حين كانت المجالس الحسينية تُقام في البيوت والمساجد، وتطوّرت مع مرور الزمن لتصبح تقليدًا هامًا وثابتًا.

* الارتباط العالي بعاشوراء كرمز للمقاومة السياسية والاجتماعية ضدّ التهميش والاضطهاد ونبذ الظلم.

* شعور البحرينيين بالانتماء الى المدرسة الحسينية والقدرة على الصمود في وجه التحديات.

* الانضباط الكبير لدى المعزّين والعهد على الحضور الدائم في مراسم العزاء والمواساة من خلال اللطم والتقديمات والاستضافات طيلة فترة محرم وصفر حتى بعد ذكرى وفاة الرسول (ص).


في قلب البحارنة ينبض ولاءٌ عميقٌ لنهج الإمام الحسين (ع)، رمزُ الحق والعدل والمقاومة. هذا الولاء ليس مجرد تعبير ديني، بل هو هوية متجذّرة تعكس صلابتهم في الظروف الصعبة والقاسية، وإيمانهم الراسخ بالقيم الإنسانية التي جسّدها في ثورته المباركة. من عاشوراء إلى الأربعين، إخلاص البحارنة لنهج الحسين بن علي(ع) هو قصيدة تدوم بلا انقطاع.