تعاون أمني بين البحرين والسلطة الفلسطينية.. هل هذا حقيقي؟

2025-08-06 - 1:43 ص
مرآة البحرين : يقول الخبر إن وزير الداخلية البحريني راشد بن عبدالله استقبل نظيره الفلسطيني زياد محمود هب الريح، وأكد أمامه أهمية "تعزيز التعاون والتنسيق الأمني لمواجهة التحديات الأمنية في المحيط الإقليمي".
ركّز راشد بن عبد الله إذًا على فكرة "التعاون الأمني البحريني الفلسطيني لمواجهة التحديات الإقليمية". الخبر يرتقي إلى كونه دُعابة أكثر منه إلى موقف حقيقي له أبعاد استراتيجية مؤثّرة.
في عزّ حرب الإبادة التي ما زال يتعرّض لها أهل غزة والاعتداءات والتنكيل المستمرّ الذي يعيشه أبناء الضفة والداخل المحتلّ، لم يُسمع صوت البحرين أو صدى له. بيان خجول صدر لرفع العتب، وظلّ الانغماس والغرق في وحْل التطبيع. البحرين لم تطرد سفير الكيان الصهيوني في المنامة، ولم تجمّد العلاقات مع العدو، ولم تأبه لكلّ الدعم والاحتضان الذي أبداه الشعب البحريني طيلة العدوان على غزة إلى اليوم، بل حاربت المتضامين مع غزة ومنعت كثيرًا الأصوات المُناصرة لها. واصل النظام البحريني حياته بلا أيّ حساب للقضية الفلسطينية التي في الأساس لم تعنِه لحظة إبرام اتفاقية العار في البيت الأبيض.
عند مشاهدة راشد بن عبد الله يُصافح نظيره الفلسطيني، تتكوّن مجموعة من الانطباعات والأسئلة التي يمكن جمعها تحت عنوان الصدمة:
* كيف ستُوازن البحرين بين التعاون الأمني مع فلسطين أو السلطة الفلسطينية تحديدًا وبين الكيان الصهيوني؟ من سيكون على حساب الآخر؟
* هل فعلًا هناك مجال للتنسيق الأمني؟ ومن هو المستهدف من هذه العملية؟
* ما هي التحديات الأمنية التي ستُساعد فيها البحرين الفلسطينيين في المحيط الإقليمي؟ هل هناك غير "إسرائيل" لتشكّل أكبر خطرٍ وتحدٍ إقليمي ودولي؟
* ما الذي تستطيع البحرين، التلميذة المُخلصة لأميركا في الخليج، أن تفعله من أجل فلسطين؟
لقاء راشد بن عبد الله بالوزير الفلسطيني الذي لا حيثية له سوى تمثيله للسلطة الفلسطينية المتآمرة على فصائل المقاومة يدعو للسخرية والضحك فعلًا. والمهزلة الأكبر تصريح الوزير البحريني خلال الجلسة بأن "القضية الفلسطينية في قلوبنا جميعًا ومعاناة الشعب الفلسطيني أكثر ما يؤلم المواطن العربي". كلامٌ كبير يكاد يُدمع العين، لو لم يكن صادرًا عن دولة وقّعت اتفاق تطبيع شامل مع "إسرائيل"، وتستقبل الوفود "الإسرائيلية" بالورود، وتُعاقب مواطنيها إذا عبّروا عن رفضهم لهذه العلاقات الحميمة!
أيّ معاناة تلك التي تؤلم ضمير دولة آل خليفة، بينما النظام لا يرفّ له جفن وهو يعانق ويخدم ويُهادن من يُمعن يوميًا في قتل الفلسطينيين، محاصرتهم، وتهويد أرضهم؟ هل أصبح التضامن مع القضية الفلسطينية مجرد فقرة إنشائية نقرؤها في بداية كل تصريح رسمي، كنوع من إبراء الذمّة العربية؟
لا نعلم بالضبط أين تقع فلسطين في قلب الوزير، هل إلى اليمين حيث مكتب التعاون الأمني مع "إسرائيل"؟ أم إلى اليسار حيث غرفة اجتماعات توقيع اتفاقيات الاقتصاد المشترك؟
إذا كانت فلسطين في القلب، فاسحبوا يدكم من يد الاحتلال! وإذا كانت معاناة الشعب الفلسطيني تؤلمكم فعلًا، فلا تباركوا من يصنع له هذا الألم. أمّا وأن الأمور على حالها، فاحتفظوا بقلبكم لأنفسكم.. فلسطين لم تعد تحتمل هذا النوع من الحب الخادع.
- 2025-08-02الوطنية لحقوق الإنسان.. آلة دعاية الدولة
- 2025-08-02أمين الوفاق.. القضبان لا تُلغي إنسانيّته وعروبته
- 2025-07-30ماذا تعرف عن شركة خالد وعيسى لـ "اللاريكا" و"تجارة القاصرات" المحدودة!
- 2025-07-30155 من علماء السنة في البحرين يفتون بوجوب وقف التطبيع فوراً مع الكيان الصهيوني
- 2025-07-28سيد أمير الموسوي.. لحن المنامة الفارسي وآهنكران البحرين