السلطة تحتمي بمناطق الموالاة لمواجهة فتوى علماء السنة بوجوب وقف التطبيع: وزير الداخلية يشيد بولاء البديع والزلاق والرفاع

2025-08-01 - 2:19 م
مرآة البحرين: من كان ليتوقع أن السلطة ستضطر يوماً إلى استخدام ورقة "المناطقية" بدلاً من الورقة "الطائفية"؟
إنّها الأيام وهي تدور، السلطة تبحث عمّن يسند ظهرها أمام كبار علماء الطائفة السنية، فهي لأوّل مرّة تشعر أنّه بات مكشوفاً على المستوى الطائفي، والورقة التي طالما استخدمتها في قبال المواطنين الشيعة، صارت معطوبة!
فجأة، يقوم وزير الداخلية راشد آل خليفة بجولات مكوكية إلى قرى ومناطق موالية، البديع، الزلاق، الرفاع الغربي، ويُصدِّر تصريحاته حديثاً عن الولاء وحماية الصف الوطني والتقاليد البحرينية الأصيلة، ويشيد بدور العوائل البحرينية في الحفاظ على التقاليد الوطنية وترسيخ الوحدة الوطنية.
البحرينيون يعرفون أن هذا النوع من التصريحات الرسمية المعلّبة لا يأتي إلا في سياق سياسي، ويعرفون كذلك تاريخ السلطة في استغلال شارع الموالاة كأداة لضرب المعارضين.
بدأت جولات وزير الداخلية يوم الأحد الماضي (27 يوليو 2025)، أي بعد يومين من صدور بيان 155 عالماً وداعية يمثلون أهل السنة والجماعة (الجمعة 25 يوليو 2025)، بينهم رئيس بعثة الحج وإمام جمعة جامع الفاتح، الشيخ عدنان القطان، والذي تضمّن فتوى صريحة بوجوب وقف التطبيع مع الكيان الصهيوني.
بعد أربعة أيام من الزيارة الأولى، قام الوزير بزيارة أخرى لمنطقة الرفاع الغربي (الخميس 31 يوليو 2025)، ليكرّر ما قاله في البديع والزلاق، ومن المتوقع أن يواصل جولاته حتى تشعر السلطة بأنّ العزلة التي خلّفها بيان العلماء قد انتهت.
وفي الحقيقة، بيان العلماء لم يكن متوقعاً، وربما كان مفاجئاً للسلطة قبل غيرها، خصوصاً وأنه يأتي من المحسوبين عليها، أي مشايخ الموالاة بشحمهم ولحمهم ممن ينضح تاريخهم بإسناد العائلة الحاكمة، أضف إلى ذلك وجود أسماء لامعة تتسلّم مناصب رسمية حالياً، مثل الشيخ القطان، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ عبد اللطيف المحمود، وأعضاء سابقون في مجلس الشورى والنواب، والأدهى من ذلك، توقيع الأطياف السنية جميعها على البيان، كالإخوان والسلف والصوفيين.
العلماء، وجدوا أنفسهم أمام طريق مقطوع، فالأحداث القاسية التي تجري في غزة لم تسمح لهم بالمناورة أو غضّ النظر كما في كلّ مرّة، واستمرار السلطة في علاقاتها مع إسرائيل يحرجهم بشدّة، لاسيّما وأنهم من المحسوبين عليها، لذلك جاء البيان هذه المرّة جريئاً وصريحاً، وعلى الأغلب أنّ صداه تردّد في قصر الصافرية بشكل مُدوّي، ولحدّ الآن لا يمكن معرفة ما جرى في الكواليس، فالسلطة بدورها لا يمكن أن تمرّر هذا البيان على خير.
إذن السلطة لم تحر جواباً، اللجوء إلى ورقة شارع الموالاة كانت خطوتها الأولى لمواجهة الضربة الشديدة التي وُجِّهت لها من مشايخ ودعاة الموالاة بجميع أطيافهم، لكن ما هي خطوتها التالية؟
- 2025-07-29"مرآة البحرين" تجري حوارًا خاصًا مع السياسي والخبير الاقتصادي إبراهيم شريف
- 2025-07-25دعوة شاب بحريني لصلاة جامعة بين السنة والشيعة تُخرج التكفيريين من جحورهم وسط تفرّج الجهات الأمنية
- 2025-07-22البحرينيون يصرخون: مساندة غزة واجبة
- 2025-07-18استثمار بحريني بـ17 مليار دولار في أمريكا وترامب لولي العهد: ضرباتنا لإيران كانت مدمّرة
- 2025-07-14"الوفاق: موسم عاشوراء يكشف وجه الاضطهاد الديني الرسمي في البحرين ويفضح أكاذيب السلطة"