سيد أمير الموسوي.. لحن المنامة الفارسي وآهنكران البحرين

2025-07-28 - 10:18 ص
مرآة البحرين : إلقاءه لقصائد الرادود الإيراني المشهور "صادق آهنكران" جعل محبيه يطلقون عليه "آهنكران البحرين".
كانت ألحان "آهنكران" (مواليد الأهواز 1957) تلهب حماس مقاتلي الحرس الثوري أثناء الحرب الإيرانية العراقية، وتُبدّد وحشة ليالي الجبهات الملتهبة. وفي البحرين، كان للسيد أمير الموسوي (مواليد المنامة 1964) جبهته أيضاً. كان لحن المنامة الفارسي الذي يزيد لياليها حزناً.
نشأ الموسوي في أسرةٍ علمية ربّته على محبّة خدمة أهل البيت (ع)، والده هو الخطيب الحسيني السيد عبد الرضا الموسوي من خطباء المنامة المعروفين، وجده لأمه هو العالم السيد جعفر الموسوي، عاش في زمن الشيخ خلف العصفور والشيخ باقر العصفور، وكان ممن يُثبت الهلال كل شهر قمري.
من موكب عزاء مشبر في المنامة، بدأ الموسوي يوري حبه السرمدي للإمام الحسين (ع)، حتى إذا بلغت أيدي "المُعزِّين" عنان السماء، أرخى لحنه الفارسي الحزين ليُعيدها إلى صدورهم المحترقة، وصَعَّدَ نَفَسَاً حماسياً ليُشعلها بلطمةٍ شائقةٍ تارة، ولطمةٍ ثوريةٍ تارة أخرى.
أيصحُّ أن تكون القصيدة ثورية؟
يجيب الموسوي بوسطيةٍ قلَّ نظيرها "نحن نطرح الفكر الذي نرى أنّه يُمثّل عقيدتنا، من غير أن نحارب أحداً أو نجامله".
هذه هي سيرة القصائد التي أدخلت الموسوي إلى السجن أكثر من مرّة، وجعلت منه في مرمى السلطة لعقود.
تاريخياً، ظلّ المواطنون العجم محطّ استهداف السلطة على الدوام، متخذة من أصولهم ذريعة للانتقام من مواقفهم الوطنية واصطفافهم مع المطالب المحقّة.
بعد اندلاع الحراك الشعبي في 2011 وقمع اعتصام دوار اللؤلؤة، اجتمع وزير الداخلية مع وجهاء العجم ليوجّه لهم رسالة تهديد واضحة، إما الحياد أو شمولهم ضمن حملة التطهير التي تطال البحارنة، أبلغهم يومها استياء الأسرة الحاكمة من مواقفهم تجاه الثورة.
يومها، زاد وزير الداخلية من وقاحته وأطلق عليهم تسمية "الإيرانيين"، ليردّ عليه الوجيه خالد آل شريف "نحن بحرينيون ولكن أصولنا فارسية".
في العام 2012، بدأت السلطة في تنفيذ تهديداتها، حيث أسقطت جنسية 31 مواطناً كان للعجم حصتهم منها، بعدها بثلاث سنوات -أيّ في 2015 بالتحديد-، أسقطت السلطة، جنسية الموسوي مع إثنين من أخوته الأشقاء (سيد عبد النبي وسيد محمد علي).
لم تكتفِ السلطة بذلك، وسارعت إلى إحالتهم للمحاكمة بتهمة الإقامة غير الشرعية، ليتمّ ترحيلهم في العام 2018 للخارج.
اختار السيد أمير الموسوي مجاورة الإمام الرضا (ع) في مدينة مشهد الإيرانية وغادر المنامة التي طالما كان صوته يدغدغ لياليها العاشورائية الحزينة، غادر فريج مشبر وموكب العجم المهيب، وفي مشهد واصل نشاطه في قراءة الأدعية واللطميات، إلى أن توفاه الله في 14 ديسمبر 2021 عن عمر ناهز الـ 59 عاماً إثر مضاعفات مرض السكري.
في مشهد المقدسة حيث مثواه الأخير، شيّعه لفيف من المهجّرين البحرانيين. وبصمتٍ تلّفه مرارة الغربة، وأحاديث مكتومة في صدورهم التي تجيش بالشوق للوطن والأحبة، حملوا السيد أمير إلى مرقده في مقبرة الصحن الرضوي، وهناك دفنوا معه لحنه الفارسي، وذكريات مشبر التي لا تُنسى.
- 2025-07-27إجماع بحريني وطني ضد التطبيع: دعوات رسمية وشعبية عاجلة لإغاثة غزة وكسر الحصار
- 2025-07-27حقوق الإنسان في البحرين.. خدعة الدولة المستمرة
- 2025-07-25الأزمة الإسكانية في البحرين: حين يتحوّل البيت إلى أداة للضبط الاجتماعي
- 2025-07-24أميركا تأذن للبحرين الاستفادة من الطاقة النووية
- 2025-07-23فلسطين بوصلة شعب البحرين الأخلاقية