إجماع بحريني وطني ضد التطبيع: دعوات رسمية وشعبية عاجلة لإغاثة غزة وكسر الحصار

2025-07-27 - 8:08 م
مرآة البحرين : في موقف وطني وسياسي حاسم، عبّرت مختلف القوى الدينية والسياسية والاجتماعية في البحرين عن رفضها القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، مؤكدة على أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من مجازر جماعية وتجويع ممنهج وانتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني يُعد وصمة عار في جبين المجتمع الدولي وتواطؤًا فاضحًا للأنظمة الرسمية.
المواقف صدرت خلال الأيام الماضية عبر بيانات، تقدّمها سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، والشيخ علي سلمان من داخل سجنه، إلى جانب 270 من كبار علماء الدين و155 من الدعاة، وأكثر من 30 جمعية بحرينية سياسية ودينية وثقافية، أبرزها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، المنبر الوطني الإسلامي، الأصالة الإسلامية، الجمعية الإسلامية، وجمعية الإصلاح، إلى جانب فعاليات شعبية تضامنية نُظّمت بمختلف مناطق البلاد.
آية الله الشيخ عيسى قاسم عبر في بيانٍ شديد اللهجة عمّا يجري في غزة بأنه نموذج متكامل للجاهلية الحديثة وسقوط أخلاقي مروّع للمجتمع الدولي، مُحذرًا من عواقب الصمت والتخاذل، وداعيًا إلى تحمل المسؤولية الدينية والإنسانية. كما أضاف: "إننا لنظلم أنفسنا حين نرى فظائع المنكرات والمصائب تحيط بحياة إخواننا في الإسلام ونبخل ببذل الشيء الكثير أو القليل مما يخفف محنتهم ... مطلوب دين، غيرة، حميّة، ضمير، شرف، ونجدة"، مؤكدًا أن العجز عن نصرة غزة مشاركة في الجريمة واستحقاق لعقوبة دنيوية عامة.
من جهته، وجّه الشيخ علي سلمان من داخل سجنه رسالة سياسية واضحة، اعتبر فيها صمت العالم على ما يجري في غزة تواطؤًا دوليًا وإسهامًا مباشرًا في جريمة الإبادة التي تُرتكب بغطاء دولي. وأضاف: "وصمة عار تُجلِّل وجه العالم بأسره وهو يتفرّج بصمت مريب على مذبحة العصر ... إن الله ينصر المظلوم ويأخذ له حقه من ظالمه ولو بعد حين، وما هذه الجرائم الوحشية إلا وقود لغضب إلهي عظيم".
وفي بيانين منفصلين، دعا 270 من العلماء و155 من الدعاة البحرينيين إلى تحرّك عاجل لإنهاء الحصار المفروض على غزة، محمّلين المجتمع الدولي والمنظومة الرسمية العربية المسؤولية الكاملة عن استمرار المعاناة الإنسانية في القطاع. وأدان خمسة من كبار العلماء في بيان أصدروه "حصار غزّة وتجويع صغارها وكبارها ونسائها وأطفالها"، واستنكروا "ما انتهى إليه حال الأمّة من تجاهل لا تُغاث معه ملهوفة ولا تُدفع ظلامة"، وشددوا على أن السكوت عن الجريمة هو تواطؤ معها، والتقاعس خيانة للأمانة.
وفي السياق ذاته، أصدرت أكثر من 30 جمعية بحرينية بيانات متزامنة عبّرت فيها عن إدانات صريحة للعدوان المستمر، مؤكدة أن ما يحدث في غزة يمثل جريمة إبادة مكتملة الأركان باستخدام الحصار والتجويع كسلاح حرب. وجاء في أحد البيانات: "التجويع سلاح قذر يذبح الأطفال والنساء والشيوخ في صمت، وينهي حياة المرضى والعزل، والأمة تتفرج... من يقدر على الفعل ولم يفعل فهو شريك في الدم". وطالبت الجمعيات الشعوب العربية بتحرك عاجل لكسر جدار الصمت، وتفعيل أدوات الضغط الشعبي على الحكومات والجهات الدولية.
وعلى المستوى الشعبي، شهدت البحرين خلال الأيام الماضية موجة من التحركات الميدانية، تمثلت في اعتصامات وتجمعات ومسيرات خرج بعضها بعد صلاة الجمعة والجماعة في عدد من المساجد السنية والشيعية. ورفع المشاركون لافتات تؤكد على رفض التطبيع ودعم خيار المقاومة وحق الفلسطينيين في التحرر والكرامة، في مشهد وحدوي أكّد انسجام الموقف الشعبي تجاه قضايا الأمة.
وتؤكد هذه المواقف الدينية والسياسية والشعبية مجتمعة على أن الشعب البحريني بمختلف مكوناته لا يزال متمسكًا بثوابته الوطنية والقومية، رافضًا لأي شكل من أشكال التواطؤ مع الاحتلال أو المساومة على القضية الفلسطينية.