فلسطين بوصلة شعب البحرين الأخلاقية

2025-07-23 - 2:08 م

مرآة البحرين : عام 2020، ظنّ النظام الحاكم في البحرين أن تشريع العلاقات مع الكيان الصهيوني سيُطوّع الشعب البحريني تدريجيًا للوصول إلى مرحلة تقبّل التطبيع مع العدو كأمرٍ واقع.
سنواتٌ خمس أعقبت التوقيع، غير أن لغة الشعب ظلّت ثابتة على رفضها لأيّة مهادنة مع "إسرائيل" على حساب القضية الفلسطينية وقضايا الشعوب العربية عامةً.

على امتداد حرب الإبادة التي يتعرّض لها الغزيون منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى اليوم، لم يهدأ البحرينيون لحظة في مساندة ودعم الشعب الفلسطيني في ظل أشرس عدوان فُرض عليهم، وأي استعادةٍ لحركة الشارع منذ عملية طوفان الأقصى تُبيّن حجم تأثّر البحرينيين بالجرائم الوحشية التي نفّذها العدو وما زال.

في مقدمة النشاطات الداعمة لمظلومية الفلسطينيين في غزة تبرز فعاليات الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني التي خصّصت أسبوعيًا، مظاهرات ومسيرات، حملت عنوان فلسطين وغزة ومقاطعة بضائع الكيان بمختلف أشكالها.

الحشود التي شاركت في كلّ المظاهرات المؤازرة لأهل غزة ومقاومتهم وما تزال على عهدها تحدّت كلّ وعيد يمكن أن تطلقه أجهزة الدولة كي تخمد هذا الحراك القومي والعروبي. المنظّمون حرصوا على إيصال رسائلهم على قاعدة أن الكلمة سلاح والصمت اعتراف، وأن العدو يستبيح الأمة، ولا يجدر بنا القبول بتطبيع الإبادة الحاصلة في القطاع. ندواتٌ ومسيرات مكثّفة وحملات مقاطعة اقتصادية عملت الجمعية على إقامتها لإعلاء كلمة الحقّ بوجه رمز الجور في المنطقة "إسرائيل".

صحيحٌ أن الجهات الرسمية حاولت مرارًا عرقلة نشاطات الجمعية عبر إيقاف الفعاليات وإلغائها، لكنّ استمرار الحراك على حاله بالوتيرة نفسها والزخم نفسه، ومشاركة أطياف واسعة من الشعب بمختلف أهوائه الوطنية المحلية في عملية رفع الصوت في الشارع دعمًا لقضية غزة يعني الكثير وفق الآتي:

* حملات الترهيب فشلت في منع الناس من إعلاء الصوت لأجل فلسطين وغزة.
* ثبات الناس وصمودهم على عهدهم مع فلسطين ومقاومة العدو لا يهزّه التحالف مع الشيطان.
* لم تستطع الدولة إقناع الشعب بجدوى العلاقة مع العدو والتحالف معه.
* فلسطين في الوعي الجمعي البحريني، ليست فقط قضية عربية أو إسلامية، بل قضية عدالة وإنسانية.
* البحرينيون يُثبتون أن سلام الشعوب لا يُشترى باتفاقات سياسية فوقية.
* فلسطين بوصلة شعب البحرين الأخلاقية والسياسية، مهما حاولت الأنظمة تطويع الاتجاه.

وعليه، المنابر وحسابات البحرينيين ونشاطاتهم ستظلّ تصدح بمظلومية غزة وأهل الضفة والداخل، طالما أن الاحتلال وجرائمه مستمرة، مهما بلغ حجم تحالف آل خليفة مع الصهاينة.