لقاء ترامب وسلمان: تسويقٌ لوريث العرش الأوحد

2025-07-21 - 11:05 م

مرآة البحرين: فلنضع جانبًا الصورة الرسمية العلنية للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد البحريني سلمان بن حمد، وما أدليا به لجهة تعزيز العلاقات والاستثمارات المليارية وكلّ ما يتكرّر لحظة اجتماع رؤساء الدول، فهناك ما هو أبعد، ويتعلّق بما ينتظر مشهد البحرين القادم.

يقول ترامب أمام سلمان بن حمد حرفيًا: "إنه لشرف عظيم أن أستضيف رئيس الوزراء وولي العهد، إنهما لقبان فاخران.. لا أعرف إن كنتُ أفضّل أن أكون رئيس الوزراء أو ولي العهد، أعتقد بأنني سأختار ولي العهد، والأهمّ من ذلك ابنك الجميل الذي يتمتّع بسُمعة طيبة كرجل ذكي ومُجتهد، لذا يسرّني أن أحييك، تهانينا، لقد كان لديّ شخصيًا علاقة رائعة مع البحرين على مرّ السنين، وكانت حليفًا رائعًا".

وفي جانب آخر من حديثه، يُخاطب ولي العهد: "يُسعدني أن والدكم بخير ويواصل أداءه المتميّز.. إنه شخصية تحظى بالاحترام الكبير في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم أجمع".

من يتمعّن جيدًا في كلام ترامب يتلمّس شيئًا من الصورة التي تنتظر البحرين في مرحلة مقبلة، عنوانها التمهيد لسلمان بن حمد كملك البحرين القادم الذي سيرِث العرش مستقبلًا خلفًا لوالده حمد بن عيسى. تعاطي ترامب معه وعدم استخدامه تعابيرَ عشوائية، وحرصه على انتقائه كلماته بعنايةٍ مع ولي العهد تشير الى جدية واضحة عمل على إبدائها أمام وسائل الإعلام.

ترامب تعمّد خلال المؤتمر الصحافي في البيت الأبيض أيضًا تخصيص الملك البحريني بما يُشبه التحية والشكر لكلّ ما فعله من أجل خدمة الولايات المتحدة على مدى عقود، حتى أوحى وكأنّه يختم مرحلة حمد بن عيسى لتنطلق العلاقة المباشرة بين الجانبيْن إلى مستوى المرشّح الأوحد لخلافته، أي سلمان بن حمد.

من الإشارات الإضافية التي ترسم جزءًا من السيناريو المرتقب، التركيز على دور ابن ولي العهد، عيسى بن سلمان، المُعيّن مؤخرًا في منصب وزير ديوان رئيس مجلس الوزراء. بدا واضحًا أن ولي العهد كان مُتمسّكًا باصطحاب نجله معه في الجولة الأمريكية وما لها من أهمية قصوى في الأجندة البحرينية الرسمية. تسويقٌ علني لعيسى بن سلمان في البيت الأبيض الذي يتوقّع الكثير من المراقبين أن يتولّى ولاية العهد في حال نُصّب والده ملكًا، والوسيلة الأنجع لتحقيق هذا الترويج السياسي هو رئيس الولايات المتحدة. وبالفعل هذا ما حصل حين تحدّث ترامب عن عيسى بن سلمان بأنه رجل ذكي ومجتهد، واستخدام مصطلح مجتهد في السياسة يعني كثيرًا، ويوصل إلى المواقع العليا.

استثمر ولي العهد جيدًا في زيارته لواشنطن واللقاءات التي عقدها هناك من أعلى الهرم إلى كلّ المسؤولين الأمريكيين، ومنهم طبعًا وزير الحرب الأمريكي الذي وصف المنامة بـ"الشريك القديم والمُخلص والمُضيف لآلاف من الجنود الأمريكيين"، وإعرابه عن الثقة الكبيرة بها للإعتماد عليها.

ما يمكن الجزم به أن التوظيف السياسي للزيارة يفوق الـ17 مليار دولار التي أعلن عنها سلمان بن حمد، فرسم المستقبل أولوية لدى الملك الحالي بما يحفظ عرش آل خليفة وقوة علاقتهم بالمعلّم الأمريكي. عرف ولي العهد كيف يتحدّث أمام ترامب، وبانكليّزته الممتازة، كما يحبّ الرئيس الأمريكي.