دعاية فاشلة لوزارة الداخلية للتغطية على حملتها الأمنية ضدّ الإحياء العاشورائي

2025-07-17 - 1:04 ص
مرآة البحرين: في 6 يوليو/تموز الفائت، نشرت صحيفة البلاد بالتعاون مع وزارة الداخلية في البحرين تقريرًا مصوّرًا عن إقامة مجلس عاشورائي داخل مركز الإصلاح والتأهيل. الغرض الأساسي من الفيديو المعروض الترويج لحرية ممارسة الشعائر الدينية في المملكة وخاصة في السجن.
بالتأكيد توقيت نشر الفيديو جاء على وقع الحملة الأمنية التي تشنّها الداخلية على عشرات الشخصيات والخطباء والمشايخ والرواديد ورؤساء المآتم البارزة.
يقول معدّو التقرير : "قبل أن تكون حرية ممارسة الشعائر الدينية في مركز الإصلاح والتأهيل حقًا أصيلًا، فهي واقعٌ مشهود، يُقرّ به جميع النزلاء على اختلاف أطيافهم الدينية ومذاهبهم العقائدية".
ويُضيف المعدّون "إنها صورة يرسمها الواقع داخل مركز الإصلاح والتأهيل، تعكس اتساع مساحة التنوع والاحترام. وما نشهده اليوم من إحياء عدد من النزلاء لشعائر عاشوراء، يؤكد أن حقوق الإنسان في البحرين تشكّل جزءًا أساسيًا من كافة مفاصل العمل الأمني، وأن الخدمات المقدّمة داخل المركز إنسانية الطابع، قانونية المضمون".
إذًا، الفكرة الرئيسية في التقرير هي إثبات أن الدولة تحفظ حقوق الإنسان، وتريد من خلال وسائلها الدعائية أن تُرسّخ أنها لا تتعدّى على الحريات الدينية ولاسيّما في عاشوراء.
لذلك لا بدّ من قول الآتي:
* محاولة التغطية على كلّ الإجراءات المتّخذة في البحرين قبيل انطلاق الموسم العاشورائي وخلاله وبعد انتهاء عشرة محرم، باءت بالفشل، ومن أفشلها هي الدولة بنفسها عبر الاستدعاءات لكلّ الشخصيات الدينية التي استهدفتها بلا أيّ رادع.
* كيف يستوي الحديث عن أن حقوق الإنسان جزء أساسي من مفاصل العمل الأمني في البحرين، والأجهزة الأمنية تخرق كلّ الأعراف والمواثيق الدولية حين يحلو لها، وتذهب إلى لغة التصعيد الأمني والتوقيفات من منطلق افتراء وتضييق؟ أين هي هذه الحقوق وما هو محلّها من الإعراب في أداء وزارة الداخلية؟
* هل الخدمات داخل مراكز السجن تمحو جرائم إزالة الشعارات الحسينية والحواجز الرمزية وتوقيف فعاليات المآتم في شهر محرم (وربّما تمتد إلى شهر صفر)؟
* هل تُجسّد وزارة الداخلية شعار صوْن حقوق الإنسان من خلال انتهاك حريّة الدين والتعبير التي يكفلها الدستور البحريني والاتفاقيات الدولية مثل العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية (المادتان 18 و19) خارج السجون، أو عبر ترسيخ سياسة التمييز الطائفي ضدّ الأغلبية الشيعية وتصوير الشعائر الدينية على أنها تهديدٌ لأمن الدولة؟
تُسيء وزارة الداخلية إلى التنوّع الديني الذي تمتاز به البحرين خصوصًا في شهريْ محرم وصفر، فالمملكة قد تكون من أكثر الدول في الخليج إحياءً للشعائر الحسينية العاشورائية لناحية المشاركة الشعبية في الفعاليات ومجالس العزاء واللطم والمواكب. اليوم تكذب الدولة وتدّعي أنها تحفظ حقوق الإنسان والحريات الدينية أمام الرأي العام وأصحاب العقول الساذجة، على قاعدة "إكذب إكذب إكذب حتى يصدّقك الناس"، لكن هل تصدّق الدولة نفسها قبل كلّ شيء؟
- 2025-07-14في ظلّ الحرب على من أحيا عاشوراء.. كيف تكون البحرين واحة إخاء وسلام؟
- 2025-07-07حربُ آل خليفة على الإحياء العاشورائي تستعر
- 2025-06-29الأمان.. هاجس البحرينيين
- 2025-06-26تقرير "الوفاق" الحقوقي 2024.. عام الانتهاكات المضاعفة وتجريم التضامن
- 2025-06-26وزير الداخلية يوّجه رسائل العصا الغليظة لموسم عاشوراء ويصيب "سردية الفتح" في مقتل: مآتمكم موجودة حتى قبل وجودها في إيران