عاشوراء .. بنفسي من لا زال غضا مصابه

محمد منصور - 2025-07-12 - 1:04 ص

مرآة البحرين : منذ نعومة أظفارنا ، منذ نشأت فينا قابلية الفهم ، كانت أمهاتنا ترضعنا حب الحسين ، ونحن نسمعها صارخة ( واحسيناه ) منذ أن فهمنا ، بل إن أقصى ذاكرتنا ترتبط بدموع جارية على الحسين ع ، ومذ كنا وكانت دنيانا ما اتشحت البحرين بالسواد إلا على الحسين عليه السلام ، وما كان لأحد على امتداد التاريخ وبعد هجرات أهلها ونزوح أهلها ليمسح هذه الذكرى أو يزيلها من قلوبنا ، إنهم أهلي وتاريخي وقومي الذين قاوموا النصب والكراهية لتبقى كلمة يا حسين ، وإذا سأل أحد عن الوطن وكلمة إجماع الوطن وتراث هذا الوطن فهو الأرض التي سالت فيها الدموع على الحسين .

إن البحراني يصبر على الأذى وعلى الهجرة وعلى سلب الحقوق لكنه لا يصبر على انتزاع كلمة "يا حسين" ، تلك كلمة يعرفها التاريخ ويعرفها الحاكم، يفهمها ويفهم وجدانها ، وأيقن أنها سر وجود هذا الوطن .

يعرف حاكم البلاد أن المس بكلمة ( يا حسين ) هي المس بالوجود قبل أي وجود ، فهم كما قال ملا عطية الجمري ( لكم يا بني الزهراء في القلب موطن )
فلم هذا الاجتياح إلى ما كان في القلب ولن يزول إلا بزوال النفوس ، ولم هذه الجرأة على مقدسات الناس وعقيدتهم ؟


قبل عشرات السنين تجرأ أحدهم ساخرا قائلا لم هذا الحزن ؟ فما زاد ذلك الناس إلا اصرارا واعتقادا وثباتا ، فلم هذا الترهيب ولم تلك المحاولات الحثيثة من أجل القضاء على الحب لسبط الرسول ص

وأنتم تعلمون أن هذا الحب لم يكن منذ ألف وأربعمائة ، ولم هذا الاصرار وأنتم تعلمون أن وطن الحسين عليه السلام في قلوب مواليه.