الحرب على عاشوراء نتيجة مُخدِّرات التبعية

عباس الجمري - 2025-07-10 - 11:19 م
مرآة البحرين: عند دخول الجيش السعودي في مارس 2011، كثر الكلام عن تبعية البحرين للرياض، وذلك وفق مقاييس منطقية في العلوم السياسية تقول أن تواجد عسكر بلد ما في بلد آخر، يعطي صاحبة العسكر نفوذاً تتحدد مساحته وفق حسابات عديدة، منها عديد العسكر، وطبيعة تواجدها (مؤقتة أو دائمة) وطبيعة انتشارها وحصانة القادة فيها أمام محاكم البلد المُضيف.
ومع مرافعة الإعلام السعودي و الإعلام البحريني (الرسمي) وقتها، عن قانونية دخول جيش الشقيقة الكبرى، بصيغة الدفاع المشترك المنصوص عليها في اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون الخليجي، إلا أن الاتفاقية تتحدث عن الدفاع في حال تعرض إحدى دول المجلس لعدوان خارجي، وليس لحراك داخلي مطلبي.
ومع كل تلك الأجواء التي رسمت ملامح شاحبة على الجزيرة الخليجية الصغيرة، فإن تبعية البحرين لجارتها، لم تتوضح بشكل كبير، وثمة محطات مهمة مرت بها المنطقة جذّرت هذا المعنى للأسف، تلك المحطات هي:
- حرب اليمن
- حصار قطر
- التطبيع (الاتفاق الإبراهيمي)
- الموقف الموارب في الحرب على إيران
ما يجمع كل تلك المنعطفات هو غياب المصلحة الوطنية من جهة، ومن جهة أخرى تعريض الأمن القومي للخطر لمصلحة آخرين (السعودية أحيانا وإسرائيل أحيانا أخرى).
ومن الواضح غياب استراتيجية خروج من كل تلك المآزق، سوى التسويات التي قامت بها الرؤوس المحركة لتلك الأحداث، كأميركا والسعودية.
ما أنعش الذاكرة في سياسة الدولة الكارثية هو تجديد الأفعال التي لا أفق لها، كحرب السلطة على الشعائر والمآتم والخطباء والرواديد بشكل غير مسبوق، ولحد كتابة هذا المقال، ثمة استهداف متواصل -رغم انتهاء عشرة محرم- لكل ما يتعلق بعاشوراء، وكأن هناك تكريس لقولبة المأتم والخطيب والرادود ولو بالجبر والإكراه في قالب مُشكل بيد لا علاقة لها بعاشوراء.
نحن لا نستفيد كثيراً باستذكار المحطات الكارثية، سواء في السياسة الخارجية أو الداخلية إلا إذا كان ثمة تذكير آخر - طالما رفعته المعارضة- يتعلق بالمشروع الوطني الذي تتكامل فيه الرؤى نحو المصلحة الوطنية، والتي تكون حينها فعلًا مصلحة عليا.
المشكلة أن حلاوة التبعية في المردودات المالية (مثلًا)، لا تسد مرارة الخسارات الكبرى للوطن والمواطن، بل أن تلك الحلاوة لا تُشبع حاجة البلاد للمنظومة المتكاملة التي توفر الأمن بمعناه الشامل، والتي عمادها (الاقتصاد والأمن والتكامل الشعبي مع السلطة في التشريع)، ورغم أن المنظومة المتكاملة التي توفر الأمن تحتاج لعمليات جراحية شجاعة، ألا أن مردودها بعيد المدى أهم بكثير وأكثر فائدة من مردودات التبعية، مهما كانت تلك المردودات مُخدِّرةً لآلام الوطن.
- 2025-07-12عاشوراء .. بنفسي من لا زال غضا مصابه
- 2025-07-11Bahrain: The Day After the Release of Political Prisoners?
- 2025-07-10البحرين: اليوم التالي للإفراج عن المعتقلين السياسيين؟
- 2025-07-02الشيخ عيسى المؤمن .. رسم سردية السجن بريشته
- 2025-07-01قراءة تحليلية في ارتدادات الحرب وتحديات السيادة في البحرين