حربُ آل خليفة على الإحياء العاشورائي تستعر

2025-07-07 - 1:26 ص
مرآة البحرين : استعرت الحرب الأمنية التي تقودها وزارة الداخلية البحرينية وأجهزتها على المراسم العاشورائية والمواطنين الذين يحيون المناسبة الأليمة في عموم المملكة. تُناقض الدولة اليوم نفسها. تدّعي أنها بلد التعايش والحريات الدينية، تستعدّ وتستدعي رؤساء المآتم قبيل شهر محرم للتنسيق الروتيني عند بداية كلّ موسم، تُرسل شرطة المجتمع لتفقّد المجالس والإحياءات، وتُطلق حملة إعلامية في وسائل إعلامها للترويج لأجواء التآلف.
على الأرض حديثٌ آخر. الاستدعاءات الأمنية تكثّفت للشخصيات والمشايخ والرواديد، والخلفية الثابتة التضييق على الإحياءات بموازاة حملة مواكِبة تقوم على إزالة مظاهر أو مجسّمات حسينية خاصة بالمناسبة.
انتهاكٌ صريح لحرية الدين والمعتقد
وربطًا بهذه التطوّرات، سأل الحقوقي البارز علي الحاجي"ما هو المحذور الأمني الذي يُبرّر مطالبة القائمين بإزالة صور خُدّام الإمام الحسين (ع) من الخطباء والرادود؟ هل أصبحت المظاهر العاشورائية مصدر تهديد؟"، وقال "ليس مبرّرًا أبدًا ما جرى من إزالة مظاهر الحزن المرتبطة بموكب عشّاق الحسين (مسجد الخواجة) في قلب العاصمة المنامة (شارع الامام الحسين (ع)). ما حدث انتهاكٌ صريح لحرية الدين والمعتقد، واستفزاز لمشاعر مكوّنٍ أصيل من هذا الوطن".
لن نمارس شعائرنا تحت وصاية أمنية
بدوره، كتب الحقوقي البارز يوسف المحافظة: "لن نمارس شعائرنا تحت وصاية أمنية، بل كما يكفلها لنا الدستور.. لن تُقاس مواطنتنا بمزاج الأمن، بل بمعايير العدالة والمساواة المتعارف عليها دوليًا.. لن نتصرف وفق توصيات أمنية تناقض وطنيتنا والقانون وإنما سنتصرف وفق قناعاتنا..لسنا خشبًا مسندة في مشهد وطني مزيف، بل مواطنون أحياء لهم فكر"، وأضاف "لاءات لمن يهمّه الاستقرار في البحرين: لا تستفزّوا المواطنين في شعائرهم.. لا تعتدوا على معتقدات المواطنين.. لا تستخدموا القوّة في قضايا تتعلق بممارسة الطقوس الدينية.. لا تستهدفوا المواطنين في هويتهم.. لا تمارسوا ضدّهم "التنمّر غير الرسمي".. لا تستخدموا القانون كأداة للقمع والاضطهاد".
ازدواجية المعايير
أمّا الناشط والمدافع عن حقوق الإنسان ناجي فتيل فتحدّث عن "ازدواجية المعايير في التعامل مع الشعائر الحسينية في البحرين"، مشيرًا الى أنه "في الوقت الذي تزور فيه وزارة الداخلية بعض المآتم كما حدث مؤخرًا في الهملة والدراز وغيرهما، لتقديم صورة إيجابية عن انفتاح الدولة على موسم محرم، تستمر في ممارسات تُناقض هذا المشهد، كإزالة مظاهر عاشوراء واستدعاء الرواديد والخطباء والعوام، والتضييق على المآتم في مناطق أخرى".
بحسب فتيل، "هذا التناقض يثير تساؤلات حقيقية: هل هذه الزيارات مجرد بروتوكول لتجميل الصورة بعد حادثة بلدة الدراز أم خطوة صادقة لحلحلة التوترات؟".
وشدّد على أن "الناس بحاجة إلى من يمثّلهم بصدق، وينقل معاناتهم بشجاعة. والازدواجية في التعامل لا تُعالج بالصور والمجاملات، بل بمواقف واضحة تنهي الاستهداف وتُعيد الثقة".
ما تقدّم، يعني أن الدولة تخدع الرأي العام بعناوين التسامح، لتستكمل عبر وزارة الداخلية الإطباق على الشعائر الحسينية المتجذّرة في البحرين منذ مئات السنين. سياسة التناقض تبدو لصيقة بدولة آل خليفة، يُبدون شيئًا، ويُضمرون الأسوأ، فهل هم واعون حقًا لفداحة قمعهم وتضييقهم على إحياء البحرينيين لعزاء ابن بنت رسول الله (ص)؟
- 2025-06-29الأمان.. هاجس البحرينيين
- 2025-06-26تقرير "الوفاق" الحقوقي 2024.. عام الانتهاكات المضاعفة وتجريم التضامن
- 2025-06-26وزير الداخلية يوّجه رسائل العصا الغليظة لموسم عاشوراء ويصيب "سردية الفتح" في مقتل: مآتمكم موجودة حتى قبل وجودها في إيران
- 2025-06-24اتفاقية دفاعية بين البحرين وبريطانيا.. مزيد من الغرق
- 2025-06-23البحرين تحرس قاعدة الجفير!