الأمان.. هاجس البحرينيين

2025-06-29 - 7:55 م

مرآة البحرين : يتطلّع البحرينيون في كلّ الظروف الى الأمن والأمان. قد يكون هذا الطموح أكثر ما يجمعهم على اختلاف توجّهاتهم، غير أن السلطة التي تستثمر في مؤتمراتها وتصريحاتها وتطبعها بعنوان "تعزيز مسيرة التنمية والاستقرار"، لم تستطع أن تُطمئن مواطنيها على أرضهم، ولاسيّما خلال الحرب الأخيرة بين إيران والكيان الصهيوني.

في المواجهة هذه حصل ما كان بالحُسبان. ضربت إيران قاعدة أمريكية في الخليج. كانت البحرين قد استنفرت كلّ أجهزتها من أجل الاستعداد لسيناريو مُشابه يطال قاعدة الجفير. أطلقت صفارات الإنذار، واتّخذت إجراءات في محيط القاعدة الأمريكية، فيما كانت وسائل الإعلام المحلية في حالة تأهّب قصوى.

صحيحٌ أن الصواريخ الإيرانية لم تصل إلى البحرين، لكنّ القلق والتوتّر بين المواطنين كانا عالييْن. الكلّ يراقب وينتظر هل ستلحق البحرين بقطر؟ هل ستسقط الصواريخ على أراضيها؟

من يتابع تعليقات الناس في تلك الليلة يُدرك جيدًا لا بل يتلمّس حجم الهمّ الذي استوطنهم ليصلوا في النهاية إلى برّ الأمان ويطمئنوا إلى أن الجولة القتالية هذه انتهت ولن تتأثّر المملكة بأيّة ضربات، أقلّه في ذلك اليوم.

ما حصل يوضح لأيّ مراقب أن البحرينيين متعطّشون للشعور بالسكينة والاستقرار، وهؤلاء أيضًا يلومون الدولة على خياراتها التي اتخذتها بمنأى عنهم، تحقيقًا لمصالحها السلطوية. البحرينيون اليوم يُحمّلون النظام الحاكم مسؤولية أيّ خطر قد تتعرّض له الأراضي البحرينية، وأيّة ارتدادات سلبية قد تسبّب بها قراراته جراء المغامرات التي يخوضها في الإقليم، واصطفافه الأعمى في محور أمريكا و"إسرائيل"، مُضحّيًا بأبناء أرضه وما قد يعيشونه من تهديد قومي يفوق طاقتهم.

ملّ البحرييون من سياسات الدولة الخارجية. هؤلاء ومنذ عام 2011، يمرّون بظروف سياسية واقتصادية واجتماعية وحقوقية قلّ نظيرها. أمّا السلطة فهي في مكانٍ آخر، في كوكب مُنفصل عن الواقع، لا تُخاطب هواجس مواطنيها الثابتة.

منذ 14 عامًا، تمكّنت السلطة الحاكمة في البحرين من زرع القلق في نفوس مواطنيها على أكثر من مستوى، ويمكن تلخيصه بالآتي:

* قلق أمني جراء ملاحقة الناس طيلة الوقت على خلفية آرائهم ونشاطاتهم.

* قلق اقتصادي جراء غلاء المعيشة وتزايد الأعباء المالية عليهم وصولًا إلى الضرائب.

* قلق قومي جراء اتخاذ قرار التحالف والتطبيع مع الكيان الصهيوني وما يترتّب عليه من دفع فاتورة تزيد من انقياد السلطة وراء عدو الأمة على حساب السواد الأعظم من الشعب الرافض لهذا التوجه تمامًا.

* قلق استراتيجي جراء التحالف مع الولايات المتحدة وتغليب مصالح واشنطن على مصالح المنامة في الداخل والخارج.

والسؤال الحاضر دومًا: متى يستخلص النظام الحاكم في البحرين العِبر من سياساته الإقصائية؟ ومتى يتوقّف عن إهمال صوت الناس في كلّ القرارات الداخلية والخارجية؟ والأهمّ متى يُعيد الثقة بينه وبين الشعب؟