البحرين تحرس قاعدة الجفير!

2025-06-23 - 10:35 م

تولّى الحرس الوطني في البحرين مهمّة جديدة وهي حماية القاعدة العسكرية الأمريكية في الجفير. هذا ما أظهرته آخر المعلومات، بعد سلسلة إجراءات احترازية اتخذتها الدولة في البحرين من أجل الاستعداد لأّي سيناريو طارئ قد تشهده جراء الحرب المُندلعة بين إيران و"اسرائيل".

تقول المعطيات إن وزارة الداخلية عملت على إخراج عدد من السكان في الجفير، خوفًا من احتمال تعرّض القاعدة الأمريكية لاستهداف مباشر من إيران، ردًا على ضرب منشآتها النووية.

صحيفة The Economic Times الهندية أوردت القاعدة كأبرز الأهداف المحتملة للثأر الإيراني ضمن لائحة مؤلّفة من 19 قاعدة أمريكية تقع في مرمى نيران الجمهورية الإسلامية.

تقول الصحيفة إن الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، ومقره ميناء سلمان بالمنامة، من بين الأهداف الإيرانية الأكثر ترجيحًا، خاصة أنها القاعدة تُعتبر مركز قيادة العمليات البحرية الأمريكية في الخليج العربي والبحر الأحمر وبحر العرب وأجزاء من المحيط الهندي، وتستضيف القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية (NAVCENT). وهي تدعم 15000 فرد في البحر وأكثر من 1000 فرد على البرّ.

بعد حرب الخليج الثانية عام 1991، أصبحت البحرين مقرًا دائمًا للأسطول الأمريكي الخامس. ومنذ ذلك الحين، تطوّرت القاعدة في الجفير لتضمّ منشآت متقدّمة تشمل مراكز قيادة، ووسائل اتصال، وبنية تحتية لدعم القطع البحرية الأمريكية والخليجية.

الاسم الرسمي للقاعدة هو Naval Support Activity Bahrain، وتضمّ قيادة الأسطول الخامس وقوات NAVCENT - القوات البحرية المركزية. عام 1971 تحوّلت من قاعدة بريطانية (HMS Juffair) إلى مركز دعم أمريكي، يتمّ تشغيله ضمن إطار اتفاقية التعاون الدفاعي عام 1991 بين البحرين والولايات المتحدة.

بالعودة إلى تطوّرات الوضع في الإقليم، بعد كلّ التأهّب الأمني العالي في البحرين، يبرز اليوم دور الحرس الوطني الذي تقدّم مشهد الاستنفار. وضعت الدولة ثقلها عبره من أجل تحصين القاعدة الأمريكية من أيةّ ضربات مُحتملة، لتُثبت دائمًا أنها شرطيّ مُجتهد يحرس معلّمه الأمريكي، وينفّذ كلّ ما يطمئنه ويخدمه على حساب علاقاتها مع جيرانها.

وعليه، يُطرح سؤال إزاء ما تقدّم، هل تُخاطر الدولة البحرينية اليوم بعلاقتها مع إيران إلى هذا الحدّ ولاسيّما بعد ما سُرّب سابقًا عن تعهّد بعدم اعتراض أيّ صواريخ لها؟ أليس الأفضل عدم الانخراط في المشهد لا بل الانسحاب منه تمامًا؟ وأيضًا، أليس الأولى الانسحاب من كلّ مخطط يعبث بأمن المنطقة ومصالح الدول العربية والخليجية وشعوبها؟