استنفار أمني في البحرين وناشطون يعاتبون الملك

2025-06-23 - 1:50 ص

تداولت أخبار محلية بأن وزارة الداخلية البحرينية قامت بتحذير بعض المواطنين بالابتعاد عن المطار وإخلاء البيوت، حيث تلقى مواطنون من منطقة الدير وسماهيج يوم الأحد 22 يونيو اتصالًا من وزارة الداخلية يؤكد توخي الحذر في الأيام القادمة.
كما تلقى مواطنون تقع بيوتهم على مسافة قريبة من القاعدة الأمريكية بمنطقة الجفير بالابتعاد المؤقت عن القاعدة، من دون ذكر السبب.

ويشهد موظفو الأسطول الخامس استنفاراً غير مسبوق، حيث أجلت واشنطن عددا منهم مع عوائلهم، فيما أبقت الموظفين الأساسيين، في حين تشهد السفن العسكرية التابعة للأسطول توتراً وانتشاراً في المنطقة.

يأتي رفع وتيرة الاستنفار من قبل وزارة الداخلية البحرينية و إدارة الأسطول الخامس جراء تصعيد قامت به الولايات المتحدة فجر الأحد 22 من الشهر الجاري بعد قصفها لثلاث منشآت نووية في إيران، أهمها منشأة فوردو التي قُصفت بالقنابل الثقيلة GPU التي لا تحملها إلا طائرات B-2 و B52 الاستراتيجية العملاقة، وهي قنابل خارقة للتحصينات، وتحتوي على أطنان من المواد المتفجرة.

على صعيد آخر، تذمر مواطنون من إلغاء رحلات جوية لعدد من البلدان في ظل فوضى تغير الرحلات لعدد من شركات الطيران جراء أجواء الحرب التي تشهدها المنطقة.

من جهته، وجه رئيس معهد الخليج للديمقراطية وحقوق الإنسان يحيى الحديد عبر حسابه في الانستغرام رسالة إلى وزير الداخلية البحرينية قال فيها: (يبدو أن وزير الداخلية يعيش في عالم موازٍ، فبينما يصر على أن البحرين "ليست طرفاً في الحرب" تتحدث الحقائق على الأرض لغة أخرى تماما). ويضيف: (هل يعقل أن تخلي منازل المواطنين في منطقة الجفير القريبة من القاعدة الأمريكية، ويبقى الوزير يكرر نفس الأسطوانة المشروخة؟ إن لم تكن البحرين طرفًا، فلماذا يتم إجلاء المواطنين؟ ).
الحديد استشهد في رسالته بوقائع، حيث أشار إلى أن الخطوط البريطانية التي ألغت رحلاتها (شهادة دولية على الوضع المتدهور!)، كما وصف، مردفاً أن : (البحرين اليوم في عين العاصفة، ويبدو أننا لم نتمكن من النأي بأنفسنا عن دائرة المخاطر كما فعلت دول خليجية أخرى، ولو ظاهريًا. بدلًا من مواجهة الحقيقة، يخرج علينا وزير الداخلية بكلام إنشائي فارغ لا يسمن ولا يغني من جوع).

من جانبه، أكد الناشط حسن الستري أن ( البحرين كانت قادرة أن تكون أقوى وأكثر استقرارًا لو اختارت طريق المصالحة بدلًا من القمع، والانفتاح بدلًا من الانغلاق، والثقة بشعبها بدلًا من التخوين).

وأضاف في عتب وجهه إلى حكومة البحرين نشره على حسابه في الانستغرام أنه و (بدلًا من الاستنفار الأمني المربك والخوف الذي يتنقل في مفاصل الدولة، كان يمكن توجيه الطاقات إلى بناء جبهة داخلية متماسكة، تردع الخطر، وتعزز السيادة، وتجعل من المواطن شريكًا حقيقيًا في الدفاع عن وطنه).

وأرجع الستري الإرباك الحاصل في البحرين إلى الملك ومن حوله وقال أنهم لا (زالوا يصرّون على سياسة المكابرة والاقصاء، وكأنهم يعيشون في زمن لا يسمع فيه صوت الشعب، ولا تُرى فيه تداعيات العناد والاستبداد. وبهذا، تتحول البلاد من وطن يمكن أن يكون مثالًا في التعافي والوحدة، إلى أرض خصبة للتوتر والانقسام والاستغلال الخارجي).

ولا يزال البحرينيون يعتبرون أن سياسة التبعية التي تمارسها السلطة البحرينية للولايات المتحدة ووجود الأسطول الخامس في بلد صغير كالبحرين، يعرض البلاد لمخاطر هي غنية عنها.