تصريح راشد بن عبد الله.. الحياد الفاشل

2025-06-22 - 3:23 ص

موقف وزير الداخلية البحريني راشد بن عبد الله الأخير ليس عابرًا، غير أن الأكيد أنه ليس ثقيلًا. ببساطة، خرج ليقول إن "البحرين ليست طرفًا في الحرب فلا تُدخلونا فيها"، ويضيف "لن نسمح بذلك، بل يجب المحافظة ما حقّقناه من أمن واستقرار".

في خضمّ كلّ الاستنفار الذي تعيشه المملكة، أطلق راشد بن عبد الله هذا التصريح وكأنه ابتكار أو اختراع أو حلّ لوضع البحرين في هذه المواجهة الدائرة بين الجمهورية الإسلامية والكيان الصهيوني.

دعوة وزير الداخلية إلى عدم إقحام البحرين في الحرب تنمّ في المرتبة الأولى بحسب مراقبين عن سطحية سياسية أو استخفاف بحجم الأحداث الحاصلة في الجوار.

أكثر من ملاحظة تُسجّل هنا:

 

  •  بدا الوزير وكأنه يغرّد خارج سرب الملك ووليّ العهد وكلّ الإجراءات التي اتُّخذت تحسّبًا لأيّة ضربة قد تشهدها البحرين، إذا ما قرّرت الولايات المتحدة الانخراط في الحرب المندلعة رسميًا.
  •  ظهر خطاب وزير الداخلية وكأنه لا يتلاقى مع موقف وزارة الخارجية البحرينية التي سارعت الى إدانة الهجوم "الإسرائيلي" الذي استهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتحذير من تداعياته الخطيرة على الأمن والاستقرار الإقليمي، والدعوة إلى التهدئة وضبط النفس وخفض حدة التوتر.
  •  تبيّن أن الوزير ما يزال يتحرّك بدافع الحسابات الضيّقة وليس الاستراتيجية أو الوطنية، بمعنى عزل البحرين عمّا يجري في الإقليم وهو ما لا يمكن أن يُطبّق.
  •  يحاول وزير الداخلية أن ينقل التركيز إلى مكان آخر، أيْ أن أصل المشكلة وتأثّر المملكة بما يجري يعود إلى خيار الاصطفاف في المحور الأمريكي الذي أقدم عليه نظام آل خليفة، وهو ما لا يريد أن يعترف به وزير الداخلية ولا أيّ مسؤول بحريني.

 


ولأنّ وزير الداخلية قال ما قاله، يمكن طرح عدّة أسئلة بالمباشر:

  •  لمن توجّه راشد بن عبد الله عندما طلب "ألّا تُدخلونا في الحرب"؟
  •  هل قصد النظام البحريني الذي يتحضن الأسطول الأمريكي في مياهه ؟
  •  هل أشار الى الولايات المتحدة مثلًا حتى لا تدخل إلى مشهد الحرب على إيران؟

 

هل عنى الوزير الشعب في دعوته؟ وإذا كان حقًا كذلك، فهذه الإشارة يمكن وصفها بالمُضحكة، لأنّ لا دور للشعب أصلًا في خيارات الدولة وخدماتها التي تقدّمها للمعلّم الأمريكي.


ما تفوّه به الوزير يمكن اعتباره إدانة لخيارات الدولة مع الحلف الأمريكي "الإسرائيلي" الذي يمنع البحرين من أن لا تتأثّر بما يجري من حرب اليوم. المحاذير والقيود أمام الدولة الخليجية الصغيرة عديدة ومنها: التحالف المتين مع الولايات المتحدة، التطبيع مع الكيان الصهيوني، العلاقة غير الصحية مع إيران والتي تحتاج إلى الكثير من الترميم والمعالجة.
وعليه، انعكاسات الحرب بين إيران و"إسرائيل" واقعة بقرار من البحرين التي هرولت وأدخلت نفسها في هذه العاصفة العنيفة.