تغريدة حمد بن جاسم.. وموقف راشد بن عبدالله

عباس الجمري - 2025-06-20 - 4:04 م

أتساءل؛ ما دورنا كبحرينيين بالوقوف في المكان الصحيح من التاريخ والضمير في هذه الفترة المهمة؟
هل يُعقل أن تقف السلطة موقفاً واضحاً مع إسرائيل باسم البحرين؟
القول بأننا لا نريد الحرب لا يعد انتقاداً للكيان الصهيوني، ولا وقوفاً حازما ضد سياساته المجرمة التي طالت السنة قبل الشيعة، فهل ينتظر العرب أن يصل الدور إليهم؟
ثمة تغريدة لرئيس الوزراء القطري السابق جاسم بن حمد على موقع x، فيها نضج سياسي واضح، ورغم أنني لست مع التوجه السياسي الذي يتبناه الوزير، وبإمكاني تعداد مئات نقاط الخلاف معه، لكن هذه التغريدة في هذا الوقت تعد نضجاً وموقفاً مهمة ولافتاً.
قال في تغريدته: "للأسف، فإن منطقة الخليج ستدفع، بل هي تدفع ثمنا باهظا للتصعيد الراهن وللحرب التي اندلعت إثر قيام إسرائيل بشن هجمات على المواقع الإيرانية العسكرية والمدنية بينما كانت هناك محادثات بين الولايات المتحدة وإيران لإيجاد حل تفاوضي سلمي لقضية الملف النووي الإيراني".


وأضاف: "لابد لدول الخليج العربية، باعتبارها معرضة لمخاطر التصعيد مباشرة قبل غيرها، أن تتخذ موقفا واضحا وأن تتدخل لدى الحليف الأميركي لوقف الحرب تجنبا لتبعاتها المباشرة وغير المباشرة في المدى القصير والمدى البعيد".
‏لكن أهم ما ذكره في التغريدة هو: "لابد لنا أن نؤكد هنا، أنه ليس من مصلحة دول الخليج أن ترى إيران الجارة الكبيرة تنهار. فمثل هذا الأمر سيؤدي حتما إلى فلتان مدمر للأوضاع في منطقتنا، ستكون عواقبه شديدة على الجميع. ولتجنب ذلك فلا بد لدول الخليج أن تعلن موقفا واضحا وصريحا عبر مراكز القرار لوقف فوري لهذا الجنون الذي بدأته إسرائيل، والذي لم تتضح حتى الآن أبعاد تأثير كاملة على المنطقة".وختم التغريدة بالقول: "لا يمكننا أيضا أن نظل متفرجين أو نتخذ موقف حياد سلبي غير فاعل، بل لا بد أن يكون حيادنا إيجابيا وفاعلا".


هذا الموقف من الوزير، مهم و لافت، لكن طبعاً لابد أن يُترجم في منع قاعدة العديد الجوية في التدخل في الصراع، لكن على الأقل ثمة موقف إعلامي صريح، بينما لم يصرح أحد في البحرين بأي تصريح واضح يخدش الكيان الصهيوني، بل على العكس، عاتب وزير الداخلية راشد بن عبدالله المواطنين، حين قال: " أنّ البحرين ليست طرفاً في الحرب الدائرة" وقال في لقاء جمعه مع نواب وشوريين يوم الأربعاء 18 يونيو" لا تدخلونا فيها ولن نسمح بذلك"، بينما ليس بمقدور الناس أن يتدخلوا في الحرب أصلا لكي يُوجه لهم خطاب كهذا ؟ إلا إذا اعتبر التعبير والتظاهر ضد الكيان تدخلا في الحرب!!
تباين المواقف الرسمية وشبه الرسمية في الخليج لا يعفي الناس من أداء تكليفهم، وهذا ليس فيه أي نوع من التحريض، إنه فقط تذكير باللحظة الحرجة التي نمر في لهيبها ودورنا فيها، وبالطبع الأمر يشمل كل شعوب المنطقة، لكن بالأخص من تقع القواعد الأميركية في أرضه (وهذا ينطبق على البحرينيين)، لعدة أسباب:

1. ثمة عربدة إسرائيلية لن تقف عند حد، إلا بالمواقف القوية الصلبة، ومقاومتها.
2. أن النأي بالنفس عن هذه اللحظة الحرجة، قد تجر وتُجرئ الصهيوني على بلد تلو الآخر، وكلنا نحفظ المثل العربي الشهير: "أكلت يوم أكل الثور الأبيض".
3. كل الزوايا تدعوا الشعوب للتحرك، سواء الزاوية الدينية، أو الإنسانية، أو السياسية أو حتى الاقتصادية والاجتماعية، لأن الكيان الغاصب غول يريد أن يُدمر كل شيء وتعم الفوضى، ليتسيد هو المنطقة.

لهذه الأسباب وغيرها، نحتاج لوقفة رجل واحد، ويقع على عاتق النخب تكليف كبير، حري بهم أن يتمعنوا فيه، ويتلمسوا أثره إذا فُعّل ويتوقعوا ثِقله إذا أُهمل.