البحرين تستنفر كلّ قطاعاتها تحسّبًا لتوسّع حرب "إسرائيل" على إيران

2025-06-20 - 4:00 م

بعد بلوغ الحرب الدائرة بين كيان العدو الصهيوني والجمهورية الإسلامية حدًا متقدّمًا من الخطورة، دقّت البحرين ناقوس الخطر . الاستنفار هو سيّد الموقف في المملكة، والإجراءات المتخذة تباعًا تُظهر حجم القلق الرسمي من تطوّرات المحيط.

الملك
المواكبة بدأت من أعلى الهرم، إذ زار الملك حمد بن عيسى آل خليفة بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة وبزيّه العسكري، عددًا من الوحدات التابعة لقوة دفاع البحرين، وذلك لمتابعة الإجراءات الدفاعية.

الحكومة
مجلس الوزراء بدوره أكد في جلسة له أهمية وقف التصعيد العسكري والهجمات المتبادلة بين "إسرائيل" وإيران وتداعياتها الخطيرة على الأمن والاستقرار الإقليمي، مشددًا على أهمية خفض التصعيد بشكل فوري للمحافظة على أمن واستقرار المنطقة، واتخاذ نهج الدبلوماسية كسبيل فعال لتسوية النزاعات، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب والدفع باتجاه مواصلة المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني.
كذلك اطّلع المجلس على شرح مفصّل من وزير الداخلية رئيس مجلس الدفاع المدني راشد بن عبد الله حول الاستعدادات التي تم اتخاذها لرفع الجاهزية لإدارة الطوارئ المدنية في ظل تطورات الأوضاع الإقليمية، ووجّه بمواصلة اتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع الحالات الطارئة وفق الظروف الراهنة بالمنطقة.

كما تمّ التأكيد ما يلي:

  • رفع الجاهزية الأمنية والميدانية وتفعيل المركز الوطني لإدارة الطوارئ المدنية،
  • ⁠مخزون الغذاء والسلع الأساسية متوفر بكميات كافية ويغطي الاحتياجات،
  • انسيابية تامة لحركة دخول وخروج البضائع دون انقطاع، بما يضمن تدفق الإمدادات وانتظام توافر السلع بالأسواق،
  • ⁠المخزون الدوائي متوفر ويغطي الاحتياجات وجاهزية عالية للفرق الطبية لتقديم الخدمات الصحية في جميع المحافظات،
  • إنتاج الكهرباء يغطي جميع مناطق المملكة بكفاءة وبشكل كامل، مع جاهزية خطط الطوارئ لضمان استمرارية الإمدادات في مختلف الظروف،
  • يتوفر مخزون احتياطي آمن للمياه، مع تأمين استمرارية الإنتاج، بما يضمن تلبية الاحتياجات المائية في جميع الظروف،
  • جاهزية 33 مركزًا للإيواء وتفعيلها بحسب الحاجة إذا استدعى الأمر وفقًا لتعليمات الجهات المعنية.
  • متابعة مستمرة لتسهيل عودة المواطنين العالقين في الخارج بسبب تعليق الطيران في عدد من الدول وإلغاء الرحلات،
  • مواصلة متابعة سلامة الطيران في بعض المسارات الجوية.
  • جاهزية أنظمة الإنذار وضمان وصولها إلى جميع أفراد المجتمع.
  • الرصد المستمر للمستويات الإشعاعية داخل المملكة، مع جاهزية تامة للاستجابة لحالات الطوارئ الإشعاعية، بما يضمن حماية السلامة العامة وصون صحة السكان والبيئة.

 

المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
أطلق تصريحًا أكد فيه أهمية التحلّي بالحكمة وضبط النفس، والدعوة إلى اليقظة والوعي، محذرًا من الانجرار خلف الشائعات والدعوات الهدامة التي تهدد الأمن المجتمعي وتماسك الصف الوطني، ومشددًا على الدور المحوري للعلماء والخطباء وقادة الرأي في تعزيز روح المسؤولية الوطنية لدى أفراد المجتمع.

وزارة الداخلية
وزير الداخلية أكد من ناحيته أن الاجتماع بالسلطتين التشريعية والتنفيذية يجسّد التعاون البناء، ويهدف إلى إطلاع أعضاء لجنتي الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلسي النواب والشورى على الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة حالات الطوارئ ورفع الجاهزية لإدارة الطوارئ المدنية، في ظل متابعتنا لمستجدات الأوضاع الإقليمية.
وشدّد الوزير على مواصلة تبني النهج الاستباقي لتعزيز الجاهزية والقدرات الوطنية في مجال الاستجابة للطوارئ واستمرار عمل الخدمات الأساسية في هذه الحالات، لافتًا إلى تفعيل الخطة الوطنية والمركز الوطني للطوارئ المدنية لضمان تحقيق أعلى درجات الكفاءة والجاهزية وتعزيز الترتيبات الوطنية لمجابهة أي تطورات محتملة على الساحة الإقليمية.
وأكد أن "البحرين ليست طرفًا في الحرب الدائرة من حولنا، فلا تدخلونا فيها، وعلى أي حال فإننا لن نسمح بذلك بل يجب المحافظة ما حققناه من أمن واستقرار".

صافرات إنذار
أكثر الإجراءات بروزًا كان إطلاق صفارات الإنذار التجريبية في جميع محافظات المملكة، ضمن اطار الاجراءات الاحترازية للحماية المدنية.
وبحسب الإدارة العامة للدفاع المدني، التجربة تنضوي ضمن الإجراءات المعمول بها لمراجعة الخطة الوطنية للاستجابة لحالات الطوارئ.

كلّ ما تقدّم يُفسّر مدى خشية الدولة من أحداث الجوار، وكيف ستعكس حُكمًا على البحرين في الداخل. المملكة تحتضن الأسطول الأمريكي الخامس وهذا وحده سببٌ كافٍ للتأهّب والاستعداد خاصة أن كلّ المعطيات تُسلّم بتأثّر المملكة بأيّ تصعيد مُرتقب من جانب الولايات المتحدة تجاه إيران، واحتمال الانضمام رسميًا إلى العدوان الذي تشنّه الحليفة "إسرائيل" على الجمهورية الإسلامية.