البحرين في مشهد الحرب هل تسمع صوت الناس؟

2025-06-15 - 4:43 م
دفع العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية في إيران، والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الولايات المتحدة في قواعدها العسكرية في دول الخليج ومنها المنامة، عموم شعب البحرين الى التعبير عن سَخَطه من مغامرة الدولة المستمرّة لناحية رهْن أمن البلاد للمعلّم الأمريكي.
حاولت الدولة من الملك الى باقي المسؤولين بثّ أجواء هدفها طمأنة الشعب، لكنّ المسألة أكبر من تصريح أو بيان أو موقف أو اتصال يُجرى لمواكبة التطوّرات الناجمة عن الحرب المُندلعة منذ فجر الجمعة 13/6/2025.
اللقاءات المُسجّلة في المملكة كان أبرزها للملك حمد بن عيسى وعدد من أعضاء مجلس الدفاع الأعلى بهدف الإطّلاع على آخر المستجدات في المنطقة، حيث أكد أن حلّ الأزمات يكون عبر الحوار والوسائل الدبلوماسية، وضرورة مواصلة المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني، متحدّثًا عن أهمية إنهاء هذا الصراع الإقليمي لصالح جميع شعوب المنطقة.
إلى جانب هذا، أدانت وزارة الخارجية البحرينية العدوان الصهيوني على إيران، ودعت للتهدئة وضبط النفس وخفض التوتر، فيما شدّدت وزارة الداخلية البحرينية على أهمية الالتزام بمقتضيات الوعي العام، وحثّت على الاستماع إلى التعليمات من مصادرها الرسمية.
المجلس الأعلى للبيئة بدوره أكد عدم تسجيل أية مستويات غير طبيعية للمستويات الإشعاعية، مشيرًا إلى الرصد المستمر داخل المملكة.
مواكبةٌ رسمية واضحة على صعيد أداء الدولة، لكنّ أهل البلد الأصيلين هاجسهم في مكان آخر. الكلّ يريد لإيران كما لغزة ومقاومتها أن تنتصر على آلة القتل والحرب "الإسرائيلية" التي لا تتوقّف. هؤلاء ينشدون الأمان على أرضهم أيضًا بلا وجود غريب مفروض عليهم بالقوّة. هؤلاء يتمنّون اليوم قبل الغد أن تتّخذ الدولة رسمياً قرارًا بمغادرة النادي الأمريكي، وألّا تُسخّر أرضها ومياهها من أجل مشاريع الحرب وضرْب الجوار. البحرينيون مُتشوّقون لأن يُسحب الأسطول الخامس من مياههم إلى غير رجعة، علّ البلاد تبعد عن السيناريوهات الخطيرة في المنطقة، وتنشُد فعلًا السلام.
في معرض تعليقه على الأوضاع المستجدة في المنطقة عقب شنّ الهجوم "الإسرائيلي" على إيران، يقول بحريني ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي "لا تجرون الديرة لحرب .. احنا مو ناقصين". تعبيرٌ يعكس حاجة المواطنين للشعور بالأمان الفعلي الذي يتحقّق بالابتعاد عن سياسة محور الحرب في المنطقة، أي الابتعاد عن الانخراط في المشروع الأمريكي كاملًا وتقديم كلّ التسهيلات والخدمات له.
يؤمن البحرينيون اليوم بأن دولتهم في خريطة الدول الكبرى لا صوت لها. عندما تُفرض الأوامر الأمريكية عليها، السلطة تُنفّذ بلا اعتراض، بلا أيّ اعتبار أو قيمة لرأي الشعب وتطلّعاته. بدل هذا الاستنفار لمواكبة الأحداث الطارئة في الجوار والمحيط، وبدل أن ترتعب خوفًا على وجودها من انعكاسات الحرب الإيرانية "الإسرائيلية" وتداعيات الخيارات العسكرية الأمريكية، وبدل أن تبلّغ طهران (سابقًا) بأنها لن تشارك في أيّ عمل يُعتبر معاديًا لها من على أراضيها، كان الأجدى بها قبل كلّ شيء أن تنأى بنفسها عن الصراعات والأجندات، وأن تسحب هذا التفويض الذي وهبت به جزءًا من أراضيها للأمريكي وأسطوله وألّا تحتمي أو تستقوي به على شعبها.
خيارات سلطة آل خليفة التي سخّرت نفسها خادمة أمام واشنطن، كغيرها من العواصم الخليجية، لم تعد مجدية. في لحظة الحرب، ترى الدولة نفسها في المشهد حُكمًا، والتحالف مع الأمريكي مقابل الاعتراض الشعبي الواسع الرافض له يزيد من قلق المواطنين ولا يوصلهم الى برّ الأمان. تجنّب الاصطفاف الأعمى وراء الولايات المتحدة يُعيد الاستقرار والسكينة إلى أرض البحرين وأهلها وهذا ما يتمنّونه اليوم قبل الغد.
- 2025-06-11كذبة الإصلاح الديني المكشوفة.. إهمال ما دمّرته الدولة مستمرّ
- 2025-06-09وزير الداخلية يُجمّل نظامه العقابي: على الطُلقاء أن يتحسّروا على هذه النعمة!
- 2025-06-09أيّة بصمة يجب أن تترك البحرين في مجلس الأمن؟
- 2025-06-08فروض الطاعة البحرينية للمُعلّم الأمريكي متواصلة
- 2025-06-07وفاة الحاج مهدي الأسود.. نموذجٌ عن معاناة إنسانية قاسية بفعل جور النظام