أيّة بصمة يجب أن تترك البحرين في مجلس الأمن؟

2025-06-09 - 1:28 م
مرآة البحرين : للمرة الثانية في تاريخها، فازت البحرين بعضوية غير دائمة بمجلس الأمن للفترة 2026-2027. انتخاب البحرين جاء بعد ترشّحها دون منافس، غير أنها خضعت لتصويت سري في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
هدف الخطوة، بحسب ما قال وزير الخارجية عبد اللطيف الزياني، تعزيز دورها كشريك دولي فاعل في إرساء الأمن والسلام والعيش المشترك ودعم أهداف التنمية المستدامة وخدمة الإنسانية.
وحتى يخدم الانتخاب فعلًا البحرين ويرفع من مستوى عملها السياسي والدبلوماسي على الصعيد العالمي، لا بدّ أن تستثمر كثيرًا خلال هذه الفترة المحدّدة بين 2026 و2027، كيف؟ من خلال ما يلي:
* التأثير على القرارات الدولية ولاسيّما في قضايا الحروب والنزاعات المسلحة والعقوبات.
* الدفاع عن القضايا العربية وخصوصًا ما يعني القضية الفلسطينية وحروب العدو الصهيوني على دول المنطقة.
* بناء التحالفات وتعزيز العلاقات الدولية انطلاقًا من مبدأ الاحترام المتبادل لكيانات الدول.
* تعزيز مكانة البحرين كوسيط دبلوماسي (إذا استطاعت).
* الدفاع عن الدول الصغيرة والمعدومة.
بعد الإعلان عن انتخاب البحرين، قال ولي العهد رئيس مجلس الوزراء سلمان بن حمد إن هذا الفوز يأتي تأكيدًا على مكانة المملكة الدولية، ويجسّد ما تحظى به من احترام وتقدير عالميين نتيجة لسياساتها وسعيها الدائم لتعزيز الأمن والسلم الدوليين، انطلاقًا من إيمانها العميق بأهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات المشتركة، وفق رؤية الملك.
هذه التحديات التي تواجهها البحرين اليوم في ظل تطبيعها مع "إسرائيل" واختصار القرارات الاستراتيجية بشخص الملك الذي لا يخرج عن عباءة الولايات المتحدة والإمارات والسعودية، هل ستتمكّن من دفع الدولة في مجلس الأمن على مقاربتها بشكل مؤثّر؟ سؤالٌ بديهي يُطرح بعدما ملّ الناس من تبعية الحكم للمحور الأمريكي في المنطقة. أيّ قضية ستدافع عنها المنامة في مجلس الأمن إذا كانت لا تُعجب المعلّم الأمريكي؟ كيف تستطيع البحرين مواجهة اعتداءات "إسرائيل" المستمرة في قطاع غزة والضفة الغربية ونصرة الشعب الفلسطيني الذي يتعرّض يوميًا لإبادة وحشية؟ كيف ستُترجم شعارات السلام التي ترفعها الدولة البحرينية إذا كانت بالأصل متحالفة ومنسجمة مع القاتل مقابل الضحية؟
أصل التحديات إذًا هو البصمة التي ستتركها البحرين في مجلس الأمن من خلال عضويتها غير الدائمة. الأثر الفعّال هو ما سيُقيّم أداء البحرين في الفترة الممتدّة من 2026 الى 2027. البحرين ليست من الدول الكبرى، لذلك هي أمام اختبار دبلوماسي إمّا تنجح، وإمّا تُعيد التغريد في الحلبة الأمريكية - السعودية - الإماراتية.