فروض الطاعة البحرينية للمُعلّم الأمريكي متواصلة

2025-06-08 - 1:36 م

مرآة البحرين : بالابتسامات والانشراحات، استقبل ملك البحرين حمد بن عيسى وزيرة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية كريستي نويم.

الملك رحّب بالوزيرة الأمريكية، واستعرض معها العلاقات الثنائية وسُبل تعزيزها وتنميتها، بما يخدم الأهداف والتطلّعات المشتركة، وأعرب عن اعتزاز بلاده بما يجمعها بالولايات المتحدة من علاقات تاريخية متميّزة، وشراكة وثيقة، وتنسيق مستمرّ، منوّهًا بما يشهده التعاون من ازدهار وتقدّم في العديد من المجالات، ولا سيّما في الجانب الأمني.

من جانبها، أعربت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية عن شكرها للملك حمد، ولدوره في تطوير العلاقات البحرينية الأمريكية، وتوثيق التعاون المشترك، مُشيدة بمواقف مملكة البحرين الداعمة لمساعي السلام والأمن في المنطقة، على حدّ تعبيرها.

الوزيرة التقت أيضًا وزير داخلية البحرين راشد بن عبد الله على رأس وفد أمني رفيع المستوى.

وخلال اللقاء، قال راشد بن عبد الله إن التعاون بين وزارة الداخلية البحرينية ووزارة الأمن الداخلي الأمريكية ركيزة أساسية للشراكة بين البلديْن، وأشار إلى العمل المشترك في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز أمن الحدود والطيران، ومكافحة الاتجار بالبشر، وبناء القدرات لمواجهة التهديدات الناشئة، ولا سيما في المجال السيبراني".

نويم شددت من جهتها على "أهمية زيادة التعاون الأمني مع الأصدقاء والشركاء لتعزيز الأمن والاستقرار".

كما بحث الجانبان عددًا من الموضوعات الأمنية، بهدف تعزيز التعاون والتنسيق في كافة مجالات العمل الأمني ومواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.

كان هذا بحسب ما ورد في الإعلام الرسمي والبيانات المُوزّعة. التركيز بدا على مسألة الشراكة الأمنية وتعزيز التعاون بين الجانبيْن.

تكرار هذه المعزوفة يبدو فرضًا واجبًا على السلطة الحاكمة في البحرين أمام المُعلّم الأمريكي. فاحتضان المنامة مقرّ الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، لا يُشبع رغبات انبطاحها وخدمة المشروع الأمريكي الدائم في المنطقة. المسألة تتطلّب المزيد والمزيد من الشراكة في أجندة الولايات المتحدة الاستعمارية والتوسّعية في الشرق الأوسط، وناحية الخليج وبلاد الشام.

الوظيفة التي تؤدّيها الدولة البحرينية للمُشغّل الأمريكي واضحة بلا لُبس: تأمين الأرضية والجغرافيا من أجل تسهيل كلّ العمليات الأمنية في المنطقة التي من شأنها مواجهة إيران وكلّ جبهة المقاومة وحركات التحرّر الداعمة لفلسطين والمناهضة لـ"اسرائيل"، وتقديم فروض الطاعة لـ"العم سام" حتى يكون سندًا وحاميًا للعرش الخليفي إذا ما تهدّد يومًا أمام شعبه.

وعليه، يمكن اختصار مظاهر خدمة السلطة في البحرين للسياسات الأمريكية بالآتي:

* تعزيز مصالح واشنطن في الأمن البحري.

* احتضان مقرّ الأسطول الخامس الأمريكي وطمأنة واشنطن لناحية الثبات على هذا الخيار والقرار.

* تبادل المعلومات الاستخباراتية.

* التعاون والتدريب العسكري الأمريكي للعسكريين البحرينيين.

* التزوّد بمعدات عسكرية أمريكية.

* توقيع الاتفاقيات الطويلة الأمد التي تنظّم التعاون العسكري مع واشنطن بما يُفيد المصالح المشتركة.


بالعودة إلى نتائج زيارة وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي التي حطّت في الأراضي الفلسطينية المحتلة مباشرة بعد مغادرتها المنامة، قد يُطرح سؤال مشروع، هل الولايات المتحدة تحضّر لشيء ما أو مواجهة جديدة في المنطقة وتُريد من البحرين تطبيق أجندة أمنية تُراعي مصالحها وتُحقّق مُبتغاها؟