وزير ديوان مجلس الوزراء.. بين أفق الصراع والامتداد الطبيعي

مرآة البحرين - 2025-06-06 - 7:14 م
مرآة البحرين : صدر مرسوم ملكي يوم الاثنين 2 يونيو بتعيين عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة وزيراً لديوان مجلس الوزراء، فهل لذلك دلالات مهمة ينبغي الالتفات لها؟
للموضوع وجهان، الوجه الأول وهو أن توزير عيسى ابن ولي العهد ورئيس الوزراء ليس له معنى عميق، من جهة أن الشاب له دور تقليدي في امتدادات الدولة ، حيث كان عيسى بن حمد رئيساً لمجلس أمناء وقف عيسى بن سلمان التعليمي الخيري، ورئاسة نادي راشد للفروسية ورئاسة صندوق تمكين، والمنصب الأخير -بالذات- هو تجلٍ واضح لامتداد والده، الذي أسس صندوق تمكين عام 2006، وفُهم حينها أنه ضمن باقة الصراع مع عمه الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة.
فمن جهة فإن عيسى بن سلمان، وإن لم يمثل حيثية حساسة في الدولة ، فإن تعيينه كوزير لديوان مجلس الوزراء سيجذر تمدد أبيه في المؤسسات المختلفة.
أما الوجه الثاني، فإنه قد يُفهم أنه تنافس على مساحات النفوذ مع نجل الملك ناصر بن حمد، والذي يشغل مناصب مهمة جدا في الدولة، لكن من غير المتوقع أن يكون الصراع بينهما حاد، إلا أنه لن يكون خامداً أبداً، وقد شهدت البحرين سابقاً صراع بين الراحليَن خليفة بن سلمان مع أخيه محمد بن سلمان في أكثر من موقع وأكثر من مشروع.
حقيقةً أن سلوك السلطة المتعاقب والمتكرر في إعادة تدوير نفس الوجوه للمناصب المختلفة، يعيد إلى الأذهان ضرورة الحديث عن جدوى ذلك للوطن، في ظل تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية، والأعقد من كل ذلك، دخول البلد الصغير في رمال إقليمية متحركة، لا ينجو منها إلا من له ملاءة وازنة اقتصاديا وديمغرافيا، ويحظى بتماسك سياسي متين.
أما صناعة الزعامات السياسية عبر إيلاجهم في مناصب سواء كانوا مؤهلون أو غير مؤهلين فذلك مما يعتبر من كوارث الدول المحكومة من قبل العوائل والقبائل، ذلك لأن مناصب الدولة خصوصا المناصب العليا، لها أهمية من عدة نواحي: الناحية الأولى نفس المسؤولية التي تمس مصالح ومصائر الناس، الناحية الثانية وزن القرارات التي تتخذ في إطار الوظائف العليا في الدولة، الناحية الثالثة كسر ميزان الكفاءة عبر ترجيح الأقارب على حساب الأكفاء، مما يكثر من اعتوار جسد الحكم، الناحية الرابعة خلق بطالة مقنعة بالنسبة لأصحاب الوظائف العليا غير المؤهلين، وبطالة متجلية عند أصحاب الكفاءات ممن حُرموا من الوظائف تلك.
على العموم ليس هناك أي سبب لعجب المتابع للشأن البحريني في التعيينات القائمة على المحسوبية، سواء كانت تلك التعيينات حساسة وخطرة، أم شكلية، فكلها تسحب من ميزانية الدولة الكثير ، وفي نفس الوقت تسحب من مستقبل الوطن والمواطن.