سفارة إسرائيل في البحرين خاملة..لماذا؟

2025-06-02 - 12:44 ص
مرآة البحرين : بعدما مضت أحداثاً مريرة في المنطقة، كاغتيال عدد من رؤوس المقاومة في لبنان وفلسطين، وسقوط الدولة السورية في حضن الأميركي، ودخول نفوذ إسرائيل وتركيا على خط الشام، اعتقد تيار - ليس بالصغير- في المنطقة أن كعب الكيان الصهيوني قد علا، وعلى زعماء المنطقة أن يُسبّحوا بحمد تل أبيب ويقدسوها حينما تريد أن تملي شروطها، وبالتالي فإن سكة التطبيع ستركب على تخوم المنطقة، ليمضي قطار العلاقات مع الصهاينة على الكل وفي جميع الصعد.
هذه المقاربة متسرعة من جهتين، الجهة الأولى، أن التحول الذي أحدثه طوفان الأقصى يحتاج إلى وقت كاف لتتضح وتتنضج الصورة النهائية للنتائج الكبرى التي تنتظر المنطقة، لأنه زلزال غير مسبوق، وارتداداته هائلة، ولم تنته بعد، الجهة الثانية، أن الأهداف المعلنة للكيان الصهيوني، كتدمير المقاومة في لبنان وفلسطين وسحب سلاحهما، لم يتحقق، أما القتل والذبح وتدمير البنى التحتية فتلك لا تلبي الشروط والأهداف التي يمكن أن ترسم الصورة الاستراتيجية للمعركة.
لكن مع وجود تلك الحقائق الملموسة، فإن تعامد آلام الناس في المنطقة مع خبث الإعلام المضلل، لا يزال قادراً على إبقاء الصورة المضللة للرأي الذي يعمّد إسرائيل كقوة لا تقهر وأن التطبيع لابد منه.
هذا ما دفع "فروخ" إسرائيل في الخليج بتجديد الحديث عن موضوع التطبيع، وما يدفع هؤلاء -غالباً- هو الحظوة الشخصية مادياً وعلى مستوى الحيثية المصطنعة وظيفياً والتي يتحصلوا عليها لقاء هذا الجهد غير المناسب لا مع الواقع فضلا عن مبادئ العرب التي لم تزل موجودة في الذاكرة.
وفي الحديث عن الواقع، فعلى المطبعين أن يقرؤوا الحقائق من الماكينات السياسية التي تحرك عجلة المعادلات، وليس ماكينات الإعلام التي عملها هو تحسين شروط الطاولة السياسية.
ومثال على ذلك، فإن مراجعة حسابات السفارة الإسرائيلية في البحرين، ستجد أن لا جديد فيها منذ مارس/آذار من العام الماضي، وهذا أحد المؤشرات التي تقول أن المعني الأول بالتطبيع وهو الكيان غير جاهز لحصد النتائج التي لا تزال الساحات الساخنة تفرزها بصورة متراكمة ومتراكبة، مما يعني أن الصورة النهائية لم ترسم بعد، وعليه؛ فإن عجلة التطبيع ليست واقفة وحسب، بل لعلها مهددة بالكثير من العقبات التي تنتظرها، خصوصاً وأن كلما مضى وقت أكثر على الحرب الصهيونية في المنطقة، فإن الداخل الإسرائيلي يهترئ، وهو-أي الكيان الصهيوني- ما بين اهتراء التجمع الاستيطاني باستمرار الحرب، أو اهتراء نتنياهو إذا توقفت الحرب، وبالتالي لا يمكن المراهنة على غنائم التطبيع، وعليه، فإن خيبة تيار المطبعين أقرب إلى التحقق من نجاحهم في تأسيس ثقافة دخيلة يُراد تركيبها قسراً على المجتمعات العربية ومنها البحرين.
بل أن البحرينيين هم أكثر الخليجيين رفضاً للتطبيع لأن التصاقهم بقضايا المنطقة أكثر تجذراً من غيرهم بسبب عدة ظروف شكلت الشخصية البحرينية، لا مجال لشرحها لعدم تخصيص هذا المقام لهذا الموضوع.
ومن هنا سوف نتلمس خلال الأشهر الستة القادمة شيئاً من الصورة المرتقبة لمفرزات أحداث المنطقة، والتي أعتقد أنها لن تكون في صالح تيار التطبيع.