إلى أطراف المعارضة : شيء من الصراحة

عباس الجمري - 2025-05-20 - 4:44 م
مرآة البحرين : ملف المهاجرين والمهجرين البحرينيين، ملف معقد، ويتحفظ الكثير في التحدث فيه، لأن أمور كثيرة تتداخل فيه، لكن الصمت عن هذا الملف، أو تقديم معالجات خجولة لن يغير الواقع المرير الذي يواجه من هم في قلب العاصفة.
قد تتداخل السياسة والتجاذبات بين أطراف المعارضة في هذا الموضوع، وهذا بصراحة ما يصنع سداً منيعاً في الحديث العلني عنه، لكنه موضوع إنساني بالدرجة الأولى، وحاجاته وعلاجاته إنسانية، ويحتاج إلى وقفة الجميع مع بعضهم من منطلق تلك الأخوة التي تعلو على كل التجاذبات والخلافات والاختلافات.
الكثير من المهجرين منزوع الجنسية أو مطلوب في قضية أمنية، وبالتالي توفير الملاذ الآمن له في منفاه والحياة الكريمة أمر بديهي وواجب ديني وإنساني لا خلاف في ضرورته، خصوصا أولئك الذين يعيلون أفراداً لا علاقة لهم بالقضايا السياسية.
هنا، لست بصدد تقديم توصيات وإعطاء نصائح، لأن ذلك ليس من اختصاصي كما أن المعنيين بهذا الملف أدرى بشعابه وأعلم بتفاصيله، لكن من الممكن أن نغير زاوية المعالجات وننطلق بها من نقطة مختلفة غير تلك التي تعيقنا من الانطلاق، بل وتقيدنا عن الخوض في المعالجة.
إذا كان هذا الملف كبيراً ومتشابكاً ومتشعباً، فيحتاج إلى أن تمسكه القيادة الدينية الحكيمة التي لا خلاف على نزاهتها، وإيعاز الأمور التنفيذية إلى نزيهين من كل الأشربة لا يميلون للتعصب الفئوي.
أعلم أن الأمور ليست بهذه السهولة، وأن عدد المشاكل التي تواجه المهجر أكثر من كونها مادية وحسب، لكن كل تلك الأمور لا تجعلنا مكتوفي اليد يائسين كأن لا حل في الأفق.
ولا ينبغي أن ندخل في السُبات اليائس بسبب أننا متأكدون بأن الحلول لن تكون مائة بالمائة، فمن الطبيعي أن لا تكون الحلول كاملة طالما أن الموضوع متشعب ومتشابك وكبير، لكن تحقيق نسبة ما من معالجته يرفع عبء التكليف ويساعد على ردم الكثير من الفجوات التي قد نراها من بعيد مجرد ندوب، لكنها تعني لأصحابها منحدرات حياتية أو أودية لا يعلم عمق ألمها إلا الله.
هناك الكثير من الإجراءات ليس محلها المقالات ولا وسائل الإعلام، بل مكانها الصحيح في اليد التنفيذية التي يمكن أن تباشر المعالجات، وقد تكون تلك اليد أفرادا أو لجاناً أو ما شابه، لكن من الضروري أن لا ندخل في متاهة بيرواقراطية تصنع إشكالاً بغية حل إشكال آخر، خصوصا وأن طبيعة هذا الموضوع لا يحتمل البطء، وإن كان يستدعي الحكمة والنظر السديد.
أشجع على انفتاح أطراف المعارضة على بعضها، خصوصا العقلاء من كل طرف، ومشاورة القيادة الدينية في هذا المجال، ومتأكد أن الحلول ولو الجزئية ستكون حاضرة لتوفيق القائمين على هذا الملف بالمعالجة ورفع الضيم عن بعض المهجرين.
ولنعلم، هذه الصراحة لا تضعف المعارضة، بل تقويها، وتعطينا متنفساً من الشفافية والمساءلة التي طالما طالبنا السلطة الرسمية في البحرين بها.
- 2025-05-17الزيارة أم الملاحة؟ المال أم الأيديولوجية؟ التحالف أم المرحلة؟
- 2025-05-16ماذا سنستفيد من تبييض صورة الجولاني؟
- 2025-05-13تحليل نقدي لقانون الصحافة والإعلام الإلكتروني البحريني 2025م "قمع منهجي بأدوات عصرية"
- 2025-05-11قانون الصحافة الجديد.. أين صحيفة الوسط؟
- 2025-05-10أمشي تحت الصحافة الخليجية وأنا مطأطئ الرأس