الزيارة أم الملاحة؟ المال أم الأيديولوجية؟ التحالف أم المرحلة؟

محمد العصفور - 2025-05-17 - 10:05 م

مرآة البحرين : البعد أكثر من عام ونصف ، تحول مشهد الحروب إلى مفاوضات بين الولايات المتحدة والصين من جهة ، وبين الولايات المتحدة وإيران من جهة ثانية ، وبين روسيا وأوكرانيا من جهة ثالثة.
فهل تسير الولايات المتحدة في موقف واحد مع إسرائيل في مفاوضاتها مع هذه الأطراف؟ وما هو تأثير السياسة والعسكر والأمن والاقتصاد عليها؟

توّعد نتنياهو في خطاب له في الكونجرس الأمريكي إيران وطالب بما أسماها "الأدوات" التي تُعينه في حربه ضد محور الممانعة ، وبالفعل ، سلّمه الحزب الديموقراطي ما أراد ، حتى بدت أمريكا الحلقة الأضعف سياسيًا حينها أو هكذا أرادت أن تَظهر ، أو هكذا أراد جو بايدن أن يُظهرها ، والزمن كفيلٌ بكشف تلك الأسرار.

وبعد أن هدّد الحوثيون ممرات الملاحة واستقرار الأسواق العالمية ، وجدت الولايات المتحدة نفسها محرجة أمام العالم ، فحاولت السيطرة على نشاط الحوثيين باستخدام القوة ، لكن الصبر الذي أظهره اليمن حال دون تحقيق مرادها ، حتى تمكنت - عبر وساطة عمانية - من التوصل مع حكومة صنعاء إلى وقف لإطلاق النار. والسؤال الذي يشغل المراقبين ، هل أن هذه النتيجة مرهونة بزيارة ترامب إلى المنطقة ، أم أنها متعلقة بمصير حركة الملاحة الدولية التي قوّضها الحوثيون؟ وهل أن لجوءه لمسار المفاوضات نابع من عقيدة براجماتية ، أم أنها مجرد تدابير مرحلية؟

الواضح بأن التكوين النفسي والمزاجي للرجل يلعب دورًا في رسم ملامح السياسة الخارجية الأمريكية ، فنزوعه للمال والمكاسب الاقتصادية يُبعده عن فكرة الحرب التي تهدد رؤوس الأموال ، خصوصُا مع فرص نجاح مسارات التفاوض في الوصول إلى نتائج مرجوة تحقق استقرارًا في المنطقة ، يُفضي لتسييل أموال الخليج في الخزانة الأمريكية.

توصل ترامب لاتفاق مع اليمن ، كما أنه اتفق أيضًا مع حركة حماس ، وربما يتوصل قريبًا لاتفاق مع إيران.