في يوم العمال العالمي .. الاتحاد العام يقرع جرس الإنذار: البحريني عاطل والأجنبي صاحب عمل!

2025-05-05 - 10:16 ص

مرآة البحرين : أكد الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، عبد القادر الشهابي، في كلمته بمناسبة يوم العمال العالمي أن ملف البطالة لا يزال من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع البحريني، منتقدًا غياب التجاوب مع فرص وزارة العمل لافتقارها لشروط العمل الكريم والمستدام، في وقت يستوعب فيه سوق العمل أكثر من 100 ألف عامل أجنبي برواتب تفوق 700 دينار.

البحرنة: شعار وضرورة استراتيجية
وأوضح الشهابي أن شعار هذا العام "البحرنة أولوية لعدالة اجتماعية مستدامة" ليس مجرد شعار، بل دعوة لتطوير سياسات سوق العمل بما يعزز من مكانة العامل البحريني، ويدفع نحو هندسة أولويات التوظيف على أسس العدالة الاجتماعية.
وشدد على أن تمكين البحريني من إدارة عملية الإنتاج الوطنية ليس خيارًا، بل ضرورة لتحقيق توازن بين النمو الاقتصادي وحماية الحقوق الاجتماعية.

أزمة تشغيل شاملة: "صاحب العمل البحريني عاطل"
وأشار إلى أن العام الماضي صُنّفت فيه البطالة كأبرز همّ وطني، أما اليوم، فقد امتدت الأزمة لتشمل أصحاب العمل البحرينيين أنفسهم، في ظل هيمنة العمالة الأجنبية التي تحولت إلى قوة تشغيلية ومنافسة مباشرة.

مطالب واضحة: 50 ألف وظيفة و700 دينار حد أدنى
وطالب الشهابي بإدماج 50 ألف مواطن جديد في سوق العمل برواتب لا تقل عن 700 دينار، مؤكدًا أن مثل هذا الإجراء قادر على تحويل العجز الاكتواري إلى فائض، بشرط وضع العامل البحريني في قلب منظومة الإنتاج.

إصلاح اقتصادي يبدأ من الداخل
دعا الاتحاد إلى إعادة صياغة آلية إعداد الموازنة العامة بنهج تشاركي طويل الأمد، مدعوم من كتل نيابية تتبنى رؤى واضحة ومشاريع حقيقية، بعيدًا عن النواب الذين "يعترضون في المداخلات ويصوتون بالموافقة".
واعتبر أن الحل الأمثل لتقليص النفقات لا يكمن في خصخصة الشركات الحكومية، بل في ترشيد الإنفاق على الأجهزة والهيئات المتضخمة إداريًا.

سياسات استثمارية وتنموية
ورأى الاتحاد أن توسيع الاستثمار المحلي، بإنشاء مصانع جديدة وزيادة الطاقة الإنتاجية، يشكل ركيزةً أساسية لرفع الناتج المحلي وتقليص العجز. كما دعا إلى تقليص الإنفاق غير الضروري وتوجيه الموارد نحو تمكين البحرينيين في سوق العمل، مؤكدًا أن استمرار تحويلات الأجانب يستنزف الاقتصاد الوطني.

التحذير من الخصخصة وضرورة إنشاء مجلس اقتصادي اجتماعي
حذّر الاتحاد من أن خصخصة قطاعات أساسية مثل الصحة والتعليم والإسكان قد تؤدي إلى تعميق الأزمة بدل حلّها، مطالبًا بإنشاء مجلس اقتصادي اجتماعي يضم كافة الجهات المعنية لمعالجة قضايا سوق العمل والبطالة والتعليم والتقاعد ضمن رؤية موحدة.

أزمة صناديق التقاعد وسؤال مفتوح للحكومة
وتوقف الشهابي عند التحديات الخطيرة التي تواجه صناديق التأمينات الاجتماعية، خصوصًا مع استخدام صندوق التعطل في غير غايته. وسأل السلطة التنفيذية والتشريعية: "لماذا لا يُدعَم صندوق التأمينات الاجتماعية مثلما يُدعَم صندوق العمل تمكين؟ ولماذا تُوجه المساعدات لصالح أصحاب العمل الأجانب بينما يُهمل المواطن؟"

تضامن مع فلسطين وتكريم النقابي الراحل عبدالله حسين
واختتمت الكلمة بالتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الصهيوني، الذي خلّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمشردين، كما كرّم الاتحاد عضو الأمانة العامة الراحل عبدالله حسين، الذي وصفه الشهابي بـ"النموذج النقابي الملتزم".

دعوة لإحياء المسيرة العمالية
وجدد الاتحاد دعوته لإعادة تنظيم المسيرة العمالية في عيد العمال، لتكون تعبيرًا حضاريًا عن كرامة العامل البحريني، وصوتًا حقيقيًا يعبّر عن مطالبه المشروعة، في إشارة لمنع السلطات تنظيم المسيرة السنوية منذ سنوات.