قاعدة الشيخ علي سلمان الشعبية تؤرق حكام البحرين

2025-04-27 - 11:35 م
مرآة البحرين : من يطّلع على ما يُسرَّب من أسئلةٍ خلال التحقيق مع من استُدعي من روّاد مجلس الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان، يظنّ أنه يتابع مسرحية كوميدية.
"من صافحت؟ من كان حاضرًا؟ هل تتواصل مع عائلة الشيخ؟ هل قام أحد أفرادها بدعوتك؟"، هذا هو النموذج الذي مثّله المحقّقون مع المواطنين الذي حضروا في مجلس الشيخ علي، إضافة إلى عدد من الأسئلة الشخصية.
خرج هؤلاء مصدومين من جلسة التحقيق. لسانُ حالهم "هل ما سمعناه حقيقي ومعقول؟". هؤلاء تلمّسوا نيّةً مبيّتةً لتصعيد جديد عنوان استهداف الجمهور والقاعدة الشعبية للشيخ المُعتقل. هذا ما يُستشّف من الأسلوب الأمني الجديد. صحيح أن الدولة لم تتخلّ عنه يومًا، لكن أن تصل بها الأمور إلى مُلاحقة مجموعة من المواطنين لم يتظاهروا حتى، بل شاركوا في مجلس معروف ومُعلن في سياق عادة قديمة تُعتبر من أرسخ التقاليد المتّبعة منذ عقود في البحرين، فهذا يعني أن الخطر داهم والشهيّة مفتوحة على إجراءات أقسى.
ما حصل من استدعاءات أمنية لمجموعة كبيرة من المواطنين الذين جمعهم مجلس الشيخ علي سلمان أكثر من مرة مؤشّر على ما هو أعظم، ويمكن تفسيره وفق الآتي:
* الدولة لم تتقبّل شعبية الشيخ علي المستمرة رغم سنوات السجن الجائر، والتجاوب الكبير للناس مع دعوته من مُعتقله إلى ارتياد مجلسه.
* الدولة انزعجت من تأثير الشيخ علي الذي لم تستطع إخفاؤه أو إحباطه رغم كلّ أشكال المحاولات، ولاسيّما في الأجيال الشابة التي بدت بدوا مُتعطّشة للقاء الشيخ علي ومحادثته ولو عبر تقنية "الفيديو كول" من السجن.
* الدولة قرّرت أن تُحارب الناس في بيوتها، عبر الحصار والمراقبة والملاحقة والتحكّم بها، وكلّ ذلك بسبب خلفيّتها السياسية وتأييدها و تعاطفها مع مناضل وطني رفع شعار السلمية في كلّ مسيرته في البحرين.
* الدولة تريد أن تضرب صيغ العيش المشترك الذي ترفع شعاره دائمًا، عبر توتير تقليد شعبي يجمع كلّ أطياف المجتمع البحريني ومذاهبه وطوائفه.
هل تقف الأمور عند هذا الحدّ؟ لا أحد يستطيع الإجابة ومعرفة ما هو المزيد الذي يخطّط له آل خليفة تجاه جمهور المعارضة والناس. الكلّ يتوقّع الأسوأ من الدولة واتخاذ إجراءات تخنق ولا تُريح، تُقلق ولا تُطمئن، طالما أن العقلية الأمنية والبوليسية متأصّلة لدى أهل الحكم، وطالما أن وزير الداخلية راشد بن عبد الله متروك في منصبه منذ عام 2004، ومتفرّغ لمشاريع الإقصاء والحصار والتضييق.