قوة دفاع البحرين الغائبة عن التصنيفات العسكرية: الدعاية غير ناجحة

2025-04-08 - 7:42 م

مرآة البحرين : يستغلّ المسؤولون في البحرين المناسبات الخطابية ويتحيّنون الفرص عند كلّ مفترق لإطلاق معزوفة إنجازات الدولة، أكان على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الحقوقي أو الاجتماعي، أو حتى العسكري.

خلال استقباله مؤخرًا وزير شؤون الدفاع عبد الله بن حسن النعيمي، ورئيس هيئة الأركان ذياب بن صقر النعيمي وعددًا من الضباط الكبار، أكد القائد العام لقوة دفاع البحرين خليفة بن أحمد آل خليفة أن "قوة دفاع البحرين تستمر في عملية التطوير والتحديث لكافة أسلحتها ووحداتها، وذلك من خلال تزويدها بالمنظومات العسكرية المتقدمة ومدها بالمعدات القتالية المتطورة وتعزيزها بالإمكانيات التدريبية والإدارية الحديثة، وذلك حفاظًا على استدامة المستوى العالي للجاهزية القتالية والإدارية، والتي دائمًا تحققها أسلحة ووحدات قوة دفاع البحرين بفضل جهود وعطاء وإنجاز رجالها المخلصين".

خلاصة قوله "إننا مستمرون في تطوير قوة الدفاع وتعزيز جاهزيتها القتالية". بحسب خليفة بن أحمد، المسألة محسومة لجهة تحفيز جنود الجيش وضباطه، لكن لماذا ومتى تُصرف وتُترجم هذه الجاهزية وضدّ من، لم يتحدّد بعد. يمكن اختصارها بما اصطُلح عليها عُرفًا في أدبيات ومواقف النظام الحاكم: أعداء الوطن.

تكمن المشكلة الفعلية ليس في أنّ البحرين لم تخُض حربًا يومًا (مشاركة هامشية في عاصفة الحزم - الحرب على اليمن)، وليس أنها أرض انطلاق لمشاريع الأميركيين ضدّ جبهة المقاومة في المنطقة، بل في أنّ هذا التحشيد العسكري وهذا الاستعداد ليس مقروءًا على الخريطة العالمية للجيوش بمستوى الدعاية التي تظهر في كلام قائد الجيش نفسه أو غيره من المسؤولين.

قبل سنوات، اهتمّت الصحافة البحرينية المحلية بتصنيف موقع "غلوبال فاير باور" الأمريكي المتخصّص برصد قوة الجيوش العالمية، استنادًا إلى أكثر من 60 معيارًا لتقييم القدرات العسكرية أبرزها: عدد الأفراد العسكريين، ميزانية الدفاع، القوتان الجوية والبحرية، القدرات اللوجستية، والتفوّق التكنولوجي.

بداية هذا العام، صدر التقرير السنوي للموقع، وتبيّن أن أقوى 20 جيشًا في العالم لعام 2025 جاء وفق الترتيب التالي:

1. الولايات المتحدة الأمريكية
2. روسيا
3. الصين
4. الهند
5. كوريا الجنوبية
6. بريطانيا
7. فرنسا
8. اليابان
9. تركيا
10. إيطاليا
11. البرازيل
12. باكستان
13. إندونيسيا
14. ألمانيا
15. "إسرائيل"
16. إيران
17. إسبانيا
18. أستراليا
19. مصر
20. أوكرانيا

على مستوى جيوش الشرق الأوسط، لا يبرز اسم البحرين ضمن لائحة أقوى الجيوش، ويغيب اسمها حتى عن لائحة الجيوش الخليجية الذي تتصدّره السعودية ثمّ الإمارات ثمّ قطر ثمّ الكويت فسلطنة عمان. التنصيف العالمي لا يلحظ كلّ ترتيبات قوة دفاع البحرين التي يُتحف قائدها الشعب بها عند كلّ محطة.

وعند التدقيق في تقرير الموقع، يتضح أن البحرين موجودة في المرتبة 81 من أصل 145 دولة شملها التقييم السنوي العسكري.

وبما أن الموقع يعتمد معايير واضحة في لوائحه وتقاريره السنوية التي يصدرها، يتبيّن أنه يأخذ في الاعتبار حجم البلدان وتقدمها التكنولوجي.

الغريب أن قوة دفاع البحرين على موقعها الرسمي حيث تتباهى دائمًا بانجازاتها، تُدرج نشاطات غير استثنائية لها في قائمة ما حقّقته عسكريًا، ومنها تدشين مشروع درع البحرين طائرات الكوبرا (Z) وتدشين سفينة مملكة البحرين (خالد بن علي)، وتدشين مشروع رماح البحرين (معسكر رأس البر) وإجراء 100 عملية زراعة للخلايا الجذعية، فضلًا عن مشاركات في تمرينات من المفترض أنها طبيعية، إلى جانب بطولات رياضية لا يمكن وضعها إلّا في خانة الترفيه.

وعليه، لا تبدو قوة دفاع البحرين بالمستوى الذي تعمل الدعاية الرسمية على إظهاره أو استعراضه. التسلّح الذي لا يتوقّف والمعدات القتالية التي يعمل النظام على تزويد القوة بها، لا ترفع من تصنيفها عالميًا وأمام الدول، فهل السبب هو استعاضة الجيش عن الدخول في أيّة معركة عبر تفويض المُعلّم الأميركي بكلّ المهمات العسكرية الاستراتيجية على أرض البحرين؟