إيعاز رسمي مكشوف للتطبيل لخطة تطوير المساجد

2025-03-17 - 7:28 ص
مرآة البحرين : أواخر الشهر الفائت شباط/ فبراير، أطلق ولي عهد البحرين رئيس مجلس الوزراء سلمان بن حمد خطة تطوير الجوامع والمساجد، المطلوب بموجبها افتتاح وترميم وتأهيل 40 مسجدًا تابعًا لإدارتي الأوقاف السنية والجعفرية. سريعًا بدأت التلبية عبر التصريحات واهتمام الصحف المحلية بتوجيهات "سمو الشيخ".
بدا الأمر وكأنه، إذا لم يكن فعلًا، إيعازٌ مباشر إلى كلّ من لديه إمكانية للتصريح ومنبر للكتابة والعرض لبدء العزف على لحن ولي العهد، والتطبيل للخطوة التي تتعامى عن المساجد المهدّمة خلال فترة الطوارئ التي عاشتها البحرين بعد عام 2011.
برلمانيون، شوريون، بلديون، شيوخ، هؤلاء جميعًا هرولوا في سباقهم نحن تصريح الإشادة وتثمين مشروع ولي العهد. من العاصمة إلى المحافظتيْن الشمالية والجنوبية ثمّ المحرق، أسماءٌ بلدية تتغزّل بالدعم الكبير الذي تحظى به المساجد ودور العبادة في مملكة البحرين في ظل العهد الزاهر للملك، كما قالوا. البعض أتقن المبالغة فذهب إلى القول إن "مملكة البحرين تمثّل نموذجًا متقدمًا في توفير الأجواء الدينية والروحية النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف وتوفير المناخات المناسبة لإقامة العبادات بكل حرية وأمان".
شوريون أيضًا تصدوا لمهمّة الثناء على أمر ولي العهد وخطّته. مع إعلان الخطوة، عرض عدد من أعضاء مجلس الشورى خدماتهم الخطابية من أجل تمثينها، غير أن زبدة هذا التعظيم كان في الحديث عن تميّز مملكة البحرين في المحافظة على دور العبادة وتعزيز رسالتها السامية في نشر قيم التسامح والتآخي بين أبناء المجتمع.
برلمانيون ومشايخ كانوا ضمن لائحة المُشيدين بخطوة ولي العهد. كلّ من يستطيع أن يدلي بدلوه في "طابور" المهنّئين والمطبّلين لأمر "سموّ الشيخ" أقدم بلا تردّد. هؤلاء أعربوا عن تقديرهم لما اعتبروه مبادرة استمرارًا للنهج الذي أرساه الآباء والأجداد في جعل البحرين واحة للتسامح والتآلف بين جميع مكوناتها. هكذا كان التوصيف.
وبموازاة التصريحات المُتلاحقة والمُكثّفة، اهتمّت الصحف المحلية بتغطية أخبار افتتاح مساجد أو صيانة بعضها تطبيقًا للأمر، في صورة تعكس حجم الهندسة والتحكّم بمشهد بناء المساجد كما أراد ولي العهد. ما يعني أن الخطة كانت مُجدولة وسريعة وفق خريطة زمنية قصيرة ومحدّدة سلفًا تبدأ بإعلانها وإطلاقها ثمّ السير بها وصولًا إلى مرحلة الافتتاح النهائي.
وفي سياق حفلة الإطراء والتمجيد المتواصلة، برز تقرير في صحيفة البلاد التي أفردت مساحة لعرض مضمون كتاب يفصّل "الرعاية الملكية الزاهرة لدور العبادة والمساجد". التقرير له وظيفة بالطبع، وهي توثيق عهد الملك منذ خلافة أبيه عام 1999 وعنايته بالمساجد، لتبييض صفحة الحاكم والدولة بالعموم بعد سنوات من اقترافها جريمة هدم المساجد التي تعود إلى المسلمين الشيعة وبُنيت بمبادرات خاصة.
ما تقدّم يؤكد ويُثبت كم أن الدولة وأدواتها تدمن أسلوب التطبيل ولاسيّما المُفتعل. تتفنّن في عملية إخراج من يؤيّدها خوفًا منها أو طمعًا بها، وأمر ولي العهد نموذج حيّ سيستمرّ حُكمًا إلى حين اكتمال خريطة المساجد المطلوب افتتاحها أو وضع حجر أساسها، أو ترميمها وتأهيلها.
- 2025-03-15آل خليفة يدعون لفلسطين.. المسرحية مستمرة
- 2025-03-14شبح مكارثية 2011 يعود مجدداً: هل تحولت وزارة الإسكان لأداة انتقام من المعتقلين السابقين؟
- 2025-03-10متى تكفّ الدولة عن كذبة التعايش السلمي؟؟
- 2025-03-04التعاون الأمني بين دولة آل خليفة والعدو الصهيوني: الشعب في واجهة الاستهداف
- 2025-03-02بناء مساجد جديدة في البحرين.. أليس الأولى إعادة إعمار المُهدّمة؟