متى تكفّ الدولة عن كذبة التعايش السلمي؟؟

2025-03-10 - 11:20 م

مرآة البحرين: قبل أيام، أكد المندوب البحريني الدائم  لدى الأمم المتحدة في جنيف عبدالله عبداللطيف عبدالله أن اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 28 كانون الثاني /يناير الفائت من كل عام "اليوم الدولي للتعايش السلمي" بمبادرة من المملكة قدّمها مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي إنجازٌ أممي يعكس الدور الريادي للبحرين.

 

عند كلّ محطة ومفترق، يخرج مسؤول بحريني رسمي ليعزف نغمة التعايش السلمي، الشعار المرفوع دائمًا من جانب للسلطة. هي أشبه بـ"علكة" قديمة لا تنفكّ الدولة تلوكها، لا ترميها، بل تُعيد وتكرّر تناولها يوميًا، وشهريًا، وسنويًا، وفي كلّ الأوقات. هو انفصام الدولة عن ما تقترفه بحقّ أعداد كبيرة من أبنائها، قرّرت منذ 14 عامًا ألّا تتعايش معهم، وأن تمثّل أمام الدول والمنظمات العالمية أنها تتحاور ومنفتحة على كلّ أطياف البلد. 

 

تُروّج الدولة لإنجازات إنسانية تحقّقت عبر سياسة متّبعة من قبل أعلى الهرم فيها: الملك. وعند الحديث عن مبادرتها لتخصيص يوم سنوي للتعايش السلمي من قبل الأمم المتحدة، لا بدّ من وضع النقاط على الحروف، لأن التعايش مع الكذب لم يعد مقبولًا ولا يمرّ في الأصل على أصحاب العقول والمنطق في البلد. 

 

* لا يستوي التعايش مع حرمان مُصلّين من ارتياد جامع وأئمة وخطباء من اعتلاء منبر بسبب موقفهم الوطني من القضية الفلسطينية وكلّ الاعتداءات التي ينفّذها الكيان الصهيوني بحقّ أهل غزة وأهل الجنوب اللبناني. 

 

* لا يمكن الحديث عن التعايش في ظلّ إقصاء فئة وازنة من الشعب لأنها تؤيّد خيارًا مُعارضًا للحكم.

 

* لا مكان لمصطلح التعايش في البحرين وقانون العزل السياسي ما زال ساريًا ومطبّقًا.  

 

* لا يتوازن التعايش السلمي بينما هناك الآلاف ممّن يُعاقَبون بسبب خياراتٍ لم تتحمّلها ولم تتقبّلها الدولة وأجهزتها. 

 

* لا يتوافق التعايش السلمي وآلة القمع الأمنية ما تزال تعمل في الليل والنهار لمُلاحقة كلّ من يزعج الدولة برأيه. 

 

* لا ينسجم التعايش السلمي مع خطاب التمييز الفاقع المتّبع في البحرين رسميًا مع احتكار الجماعات والشخصيات الموالية المشهد، والتعاطي مع المكوّن الشيعي باستعلاء وكأنه مواطن درجة ثانية في الوظائف والتعليم ومجالات الاستفادة في المملكة. 

 

ولأنّ الوضع كذلك، خلافًا لما تدّعي الدولة في تصريحاتها وعناوين صحفها وإعلامها ومنابرها، بات لزامًا على بيت الحكم أن يتوقّف من لعب دور لا يُتقنه، وأن يُبادر فعلًا إلى التصالح مع الآخر المُختلف والمُتمايز عنه، وفتح صفحة جديدة تبدأ في الحدّ الأدنى من عدم محاصرة جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، وصولًا إلى التعايش مع الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان وهو خارج السجن والزنازين، وأن تعترف بحقوق المكوّن الشيعي وأن تتقبّل آراءهم وتتفهّم هواجسه.