الشيخ علي سلمان وقاعدته الشعبية: وفاء وإخلاص

مرآة البحرين - 2025-03-10 - 1:07 ص

واضحٌ تأثير الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان في الساحة المحلية في البحرين. رغم السجن وسنواته، يُحيط الشيخ علي بكلّ تفاصيل الحياة خارج القبضان. يُتابع ما يجري وكأنّه طليق لا تُجاوره جدران باردة وروتين داخلي قصري. ولأنّ شهر رمضان محطّة سنوية بالنسبة له لتفعيل أنشطته قبل أعوام الحجز والاعتقال، يحرص سماحته أيضًا على مواصلة ما دأب عليه بلا انقطاع: المجالس الرمضانية.

 

بالنسبة للشيخ علي، شهر الصوم هو مناسبة للتلاقي والتواصل مع عموم الشعب من كافة أطيافهم، وللوقوف عند همومهم وهواجسهم. من هذا المنطلق، كان ينكبّ في هذا الوقت من السنة على تنظيم عشرات الفعاليات واللقاءات والمُحاضرات المتتالية في المملكة.

 

بحسب من واكب أشهر رمضان قبل مرحلة السجن والاعتقال، كان الشيخ علي يعقد أكثر من 60 لقاءً في الشهر الفضيل في كلّ المناطق، الى جانب محاضرات رمضانية نهارية تتناول القيم الاسلامية والدينية وصولًا الى الوطنية وأحوال البلد. 

 

يحكي العارفون كيف أن الشيخ علي كان لا يهدأ طيلة هذا الشهر. يضع برنامجًا مكثّفًا وشاملًا حتى لا يتجاوز أيّ منطقة أو بلدة أو قرية، يحاضر فيها ويلتقي أهلها وعوائلها، كي تكون الصورة واضحة بالنسبة له، يستطلع أوضاعهم وما يؤرقهم أو يُقلقهم أو حتى يُطمئنهم.

 

بناءً على هذه القاعدة، قطع الشيخ علي على نفسه عهدًا ووعدًا بالمضيّ في هذا التقليد السنوي في شهر رمضان. لأجل ذلك، يدعو عبر مكتبه المُحبّين والأهل والأصدقاء وعموم الشعب إلى تشريفه في منزله، وكأنّه بينهم، حيث الاستقبال اللائق لهم، وحيث دارُ أمين الشعب يبقى مفتوحًا أمام قاصديه. 

 

من عاشر الشيخ علي يُدرك ويتلمّس تعلّقه بالناس، فبقدر ما هو بحاجتهم، هم أيضًا يبادلونه الشعور نفسه. ومنذ لحظة إعلان الدعوة للحضور إلى مجلسه الرمضاني في منزله الكائن في البلاد القديم كلّ ليلة أربعاء من كلّ أسبوع، احتشد الوافدون في بيته الذي سرعان ما امتلأ بالصغار والكبار، بالعلماء والأصدقاء، بكلّ محبّ له أو متّفق مع خطّه الوطني والسياسي.

 

المشهد في بيت الشيخ علي يتحدّث عن نفسه. على الرغم من مرور عقد على سجنه، ما يزال إلى الآن أمين الوفاق قادرًا على استقطاب حاضنة شعبية تؤازره في السراء قبل الضراء. في مجلسه الرمضاني الأول لهذه السنة، تحدّث الشيخ علي مع زوّاره عبر تقنية الـ"فيديو كول" من داخل سجنه، سلّم عليهم جميعًا، التقى بهم بابتسامته المعهودة وصدره الرحب، علّه يقف على خواطرهم وانشغالاتهم وبمَ يمرّون، يوزّع المعنويات وكأنّ ظلمًا لم يلحق به. المهمّ بالنسبة له أن يكون قريبًا ولصيقًا بأبناء البلد والقاعدة الشعبية.