الدولة البحرينية تنفصم مجدًدًا وتُلاحق سيد المقاومة إلى شهادته

2025-02-20 - 7:58 م
مرآة البحرين : يؤرق الشهيد الأسمى القائد السيد حسن نصر الله آل خليفة. بعد عروجه، ما يزال كابوسهم الذي يستوطنهم. حتى بعد شهادته القاسية، تُكمل الدولة البحرينية حربها عليه وعلى خطّه المقاوم.
التحديث يعني التجديد، لكن مع النظام البحريني يعني ملاحقة من أصبحوا عند ربّهم. هذا هو الحال تمامًا مع آخر قائمة إرهاب صدرت عن مجلس الوزراء في 27 ينايرالماضي، بعدما أدرجت السيد الشهيد في اللائحة. يحمل سماحته الرقم 74 في القائمة، ثمّ يأتي الشهيد السيد هاشم صفي الدين في الرقم 79، إلى جانب أسماء أخرى لمسؤولين في حزب الله والمقاومة.
تُلاحق الدولة إذًا الشهيد السيد نصر الله والشهيد السيد صفي الدين إلى مثواهما الأخير، وتريد أن تهدّد الناس بذكرهما، وإلّا فيُساقوا إلى السجن. قبل الاغتيال، قد يكون مفهومًا أن تتعقّب السلطة حيًّا له تأييدٌ جارفٌ بين البحرينيين الوطنيين والقوميين والعروبيين، لكن كيف يحصل ذلك بعد أن يرتقي من تعتبره الدولة خصمها وعدوّها؟
يعود تصنيف حزب الله وأمينه العام السيد الشهيد في قوائم الإرهاب البحرينية الى عام 2013، إثر اتخاذه موقفًا داعمًا للحراك الشعبي المطلبي والسلمي الذي خرج يوم 14 شباط/فبراير 2011 وما أعقبه من تحرّكات عارمة ما يزال صداها مستمرًا إلى اليوم. يومها، وضع الإصبع على الجرح، وقال كلمة حقّ بوجه سلطان جائر، وأكد بُعيد انطلاق ثورة دوار اللؤلؤة أن مطالب الشعب مشروعة، مُنددًا بلغة القتل التي قوبل بها المتظاهرون البحرينيون، مُنتقدًا الدعوة للحوار تحت تهديد القتل والاعتقال.
بين السيد والبحرينيين ما هو أكبر من آل خليفة وقراراتهم. ذِكرُ السيد مُتجذّر في عقل هؤلاء، والدولة وأجهزتها الأمنية وآلتها القمعية عاجزة عن اقتلاع سيد المقاومة من قلوبهم وإرهابهم وإخفاتهم وحتى ثنيهم عن حبّه واعتناق مذهبه الرافض للذلّ.
فقط البحرين تُلاحق الأموات. تُحبّ الدولة أن تتمايز عن سواها من الأنظمة العربية المُعادية لحركات المقاومة في المنطقة والعالم، وتعشق أيضًا أن تكون مُنفصمة ومُضطربة، فهل من العقل والتوازن أن أصنّف شخصًا لم يعد على قيد الحياة في عداد الإرهابيين؟
ثمّة من يرى في خطوة الحكومة البحرينية هذه غباءً فاقعًا، والأكيد أنها تقدّم بُرهانًا جديدًا على حقدها الأعمى والمتواصل ضدّ شخصية عربية تاريخية لا تتكرّر. من هنا يمكن فهم الآتي:
* السيد حيّ ومؤثّر في الذاكرة الشعبية البحرينية أكثر من آل خليفة، وهذا أحد أهمّ الأسباب التي تدفع الحكومة إلى التمسّك بقرار إدراج سماحته في قوائهما الإرهابية.
* الدولة البحرينية لا تتسامح مع أيّ داعمٍ للحراك المُعارض على أراضيها حتى لو اغتيل وارتقى، ويبقى لديها نزعة الانتقام منه وحتى من خياله.
* تُثبت الدولة البحرينية أنها مُرتمية حدّ الثمالة في الحضن "الاسرائيلي" وعدوّ الأمة الاسلامية والعربية وقاتل الإنسانية الأول في العالم. تخدم أهدافه وتتحالف معه وتتفق معه على تصنيفات مُوحّدة لقيادات المقاومة في المنطقة.
أسلوب الانسلاخ عن الواقع بات نهجًا لدى آل خليفة وحكومتهم. الأموات يُقلقونهم أكثر من الأحياء. أداءٌ يدعو للسخرية من الدولة برمّتها، التي تغرق في تفاصيل لا جدوى أو طائل منها، وتنشغل عن فتح صفحة جديدة مع مكوّنات أساسية في البلد عزلتهم عن سابق تصوّر وتصميم، لتغرّد وحدها في سرب المُنفصمين.
- 2025-03-04التعاون الأمني بين دولة آل خليفة والعدو الصهيوني: الشعب في واجهة الاستهداف
- 2025-03-02بناء مساجد جديدة في البحرين.. أليس الأولى إعادة إعمار المُهدّمة؟
- 2025-03-01بين جامع الفاتح ومنبر الدراز: أزمة الوطن في الصورة
- 2025-02-27شعب البحرين لسيد النصر: نحن أيضًا على العهد
- 2025-02-19الحوار الإسلامي الإسلامي وضحايا الاضطهاد الطائفي في البحرين Don't mix !