ما هو موقف البحرين في مشروع تهجير غزة ؟

عباس الجمري - 2025-02-15 - 2:52 م
يتشكل موقف عربي يمايز بين تموضع العرب سابقاً عن حالهم الآن، فمصر والأردن والسعودية تصدروا رفض مقترح دونالد ترامب بتهجير أهل غزة، وقد ألغى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زيارته المزمعة إلى واشنطن، بعد أن تعرض الملك الأردني لمواقف محرجة في البيت الأبيض يوم الثلاثاء 11 فبراير الجاري، في مؤتمر صحفي مع الرئيس الأميركي.
رفض الزعماء العرب لمقترح ترامب ليس خروجاً عن عباءة الراعي الأميركي، وليس تغييراً لطبيعة الموقع الذي هم فيه ، لكنه استجابة لناقوس الخطر الذي يتهدد الأمن القومي العربي فيما لو تم التهجير.
ومن المعروف أن أهم استراتيجيات الأمن القومي للدول، هو أخذ التدابير استباقاً بعد تقدير موقف يقول للمسؤولين أن على الدولة ومقدراتها الدفع باحتواء موقف ما بعينه، لكي لا يصل الخطر لحدودنا وأمننا.
وعليه؛ فإن الموقف العربي الذي يتشكل ليس مزحة يمكن المرور عليها مروراً سريعاً، ولذا فإن المعني الأول بما يحصل، هم كل الدول العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني، الذي قد يجد في بعضها خاصرة رخوة لخطط التهجير أو ما يشبهه من عملية تشويه للديمغرافيا الفلسطينية.
البحرين من الدول المعنية كثيراً في هذا الخصوص، وكما الأردن، تستطيع البحرين أن تحتمي بالدول العربية الكبيرة كمصر والسعودية في تبني موقف رافض بصراحة للتهجير، لبناء خط دفاع متقدم عن أي نوايا مستقبلية للأميركي أو الإسرائيلي في الضغط على المنامة لقبول إملاءات تخدم المصلحة الإسرائيلية.
قد يُطرح سؤال: لماذا التخوف من وصول الوقاحة الأميركية/الإسرائيلية للبحرين، وهي ليست لديها حدود مع فلسطين المحتلة، كما أنها صغيرة، لا تحمل ثقل استقبال مئات الآلاف؟
أولا: لا تحتاج أي دولة عربية لاحتمال التهجير لها لكي تتخذ موقفاً تخدم المصلحة العليا للعرب، فضلا عن مناصرة إخوتهم المنكوبين في الأراضي المحتلة، وهذا ما فعلته السعودية ومصر والأردن.
ثانيا: البحرين وقعت اتفاقيات أمنية وسياسية، وهي عضو في حلف ما عرف بـ (لقاء النقب) الذي يضم: أميركا وإسرائيل والمغرب والبحرين والإمارات، والذي يعتبره الكيان خط من خطوط الدفاع عن مشروع التطبيع المعروف باتفاقيات إبراهام، وليس من المستبعد أن يستغل الصهيوني أي ثغرة قانونية/سياسية للدخول منها إلى مشروع التهجير.
ثالثا: الموقف المطلوب له مفاعيل أوسع من القصة الحالية في التهجير، فإبداء الصلابة في الحدث الراهن، سيرسم خطوطا حمراء ولو خجولة لأي عنجهية سياسية من الصهاينة مستقبلا، خصوصا أننا أمام أربع سنوات مع رئيس أميركي غير تقليدي، يمكن أن تلبسه الدولة العميقة في واشنطن قرارات غير متوقعة، كون شخصيته تحمل مثل هذه الحالة غير الرتيبة.