مرآة البحرين (خاص): في الثالث من مارس/آذار 2014 مرّت البحرين بمنعطف أمني خطير وصفه مراقبون بأنّه تطوّر غير مسبوق في الخليج كله منذ الحرب العراقية الإيرانية، وعلامة بارزة في الأحداث الزمنية لثورة 14 فبراير التي لا زالت مشتعلة منذ 3 سنوات. 

تفجير "الديه"، كان قد وقع في الوقت الذي انطلقت فيه تظاهرة كبيرة في ختام عزاء الشهيد "جعفر الدرازي"، الذي قضى بسبب التعذيب بعد شهرين من اعتقاله. 

سبق التظاهرة إغلاق أمني محكم لمداخل القرى الثلاث ما منع كثيرين من التوجّه للتظاهرة، ورغم ذلك انطلقت التّظاهرة بمشاركة عدد كبير، توجّه جزء منه باتّجاه العاصمة محاولين الوصول إلى دوّار اللؤلؤة، معقل الاعتصام التاريخي في ثورة 14 فبراير، والذي هدمته السلطات في مارس/آذار 2011.

وخلال المواجهات التي دارت بين قوات النظام والمحتجّين، دوّى انفجار قوي في الشارع الواصل بين ضواحي العاصمة: "السنابس"، "الديه"، و"جدحفص"، قريبا من "مجمّع الهاشمي" المعروف، وقالت الحكومة إن الانفجار كان "قنبلة" محلية الصنع فجّرت من بعيد، وخلّفت 3 قتلى من عناصر الشرطة، أحدهم ضابط إماراتي!

تسلسل الأحداث بعد ذلك كان سريعا للغاية، وعكس الغموض الكبير الذي يكتنف الوضع الأمني في البلاد. قوّات الأمن فرضت حصارا وانتشارا أمنيا غير مسبوق على عدّة مناطق في البلاد أهمّها القرى الثلاث، وفرضت حظر تجوّل في هذه المناطق بعض الأوقات، ثمّ أعلنت في أقل من يومين عن القبض على 4 متهمين ضمن 25 مشتبه بهم. 

ردود الفعل كانت كثيرة جدا، والحدث كان أكبر من تفجير، ليس لأنّه يعني فقط تدهورا أمنيا خطيرا لم تعد السلطات قادرة على السيطرة عليه، بل لأنّه كشف للمرّة الأولى عن مشاركة ضبّاط خليجيين في مهمّة إخماد الاحتجاجات وقمع التظاهرات المناوئة للنّظام البحريني.

ورغم أنّ الحدث لا زال حيّا، لكنّ "مرآة البحرين" توثّق في هذا التقرير التسلسل الزمني لأحداث "تفجير الديه"، والذي لا زال يكبر حتى هذه اللّحظة، خصوصا بعد إعلان الأسطول الأمريكي الخامس في المنامة عن العثور على عبوّة ناسفة أيضا قرب جهاز صرّاف آلي، وسط تكتّم السلطات البحرينية!