عودة على إخلاء اللؤلؤة: المشير أم راشد؟
2011-05-19 - 5:13 م
مرآة البحرين (خاص): في الساعة 8:53 من صباح يوم الأربعاء 16 مارس/ آذار الماضي، وهو اليوم الذي شهد إخلاء دوار "اللؤلؤة" من المتظاهرين، نشرت وكالة أنباء البحرين (بنا) في قسمها الإنجليزي خبراً هذا نصه المترجم: "جميع مثيري الشغب قد انسحبوا من دوار دول مجلس التعاون الخليجي دون أي اشتباكات مباشرة مع قوات الشرطة".
وبعدها بدقيقة عادت ونشرت الخبر التالي في القسم الإنجليزي الذي لا يظهر محتواه عادة في القسم العربي: "وصلت قوات الأمن إلى دوار دول مجلس التعاون الخليجي ما أدى إلى انسحاب معظم مثيري الشغب". وفي الساعة 01:26 ظهراً، نشرت الوكالة باللغتين العربية والإنجليزية البيان رقم (3) لقوة دفاع البحرين، وهو البيان الأول منذ إعلان حالة السلامة الوطنية. وقد جاء ليعلن عن الانتهاء من عملية "تطهير" دوار مجلس التعاون، والمرفأ المالي، ومستشفى السلمانية، وإخلائهم من "الخارجين على القانون الذين روعوا المواطنين والمقيمين وأرهبوهم وأساءوا للاقتصاد الوطني".
وفي وصفه للعملية، قال البيان "قد تم تنفيذ العملية حسب الخطة الموضوعة لها بكفاءة واحتراف مع مراعاة السلامة للجميع". وتم بث البيان في تلفزيون البحرين على لسان الناطق الإعلامي باسم قوة دفاع البحرين. لكن في الساعة 01:50 ظهراً، عادت الوكالة فنشرت باللغتين العربية والإنجليزية بياناً للناطق باسم وزارة الداخلية، أعلن فيه "استشهاد" اثنين من رجال الأمن، خلال عملية "تطهير" الدوار ومستشفى السلمانية. الأمر الذي كان يحمل في طياته تعارضاً واضحاً لجهة التناقض الشديد لجهة بيان الدفاع الذي يتحدث عن تطهير "دون اشتباكات" وبيان الداخلية الذي يشير إلى إن "التطهير" قد ترافق مع "استشهاد اثنين من رجال الأمن".
في الساعة 4:17 عصراً، نشرت الوكالة تقريراً خبرياً عن الفيلم الذي عرض على تلفزيون البحرين ليوثق عملية إخلاء الدوار والمرفأ ومستشفى السلمانية. وجاء في الخبر الذي كان موثقاً بالتوقيت الدقيق تفصيل متسلسل لتطور الأحداث لحظة بلحظة. شملت الأحداث التي تضمنها الخبر تعرض القوات لإطلاق نار من جهة مجمع البحرين التجاري (جيان) في الساعة 6:35 مساءً. وشملت كذلك حادثة دهس اثنين من الشرطة عبر سيارة جمسي كحلي اللون في الساعة 8:03. كما تضمنت أيضاً "أنباء عن إطلاق نار على الشرطة من قبل المخربين بالقرب من محلات الحواج بالسلمانية في الساعة 8:20" وفق ما جاء في الخبر نفسه.
السؤال الذي يطرح هنا هو كيف حصلت كل هذه الأحداث فيما قوة الدفاع التي تعد الجهة المسئولة ميدانياً عن تنفيذ العملية، وقائدها العام هو المخول بسلطة اتخاذ التدابير ضمن ما يعرف بحالة السلامة الوطنية، لا تعلم عنها شيئاً. بل إنها تقول إن العملية تمت "بسلام وباحتراف"، حسب البيان المشار إليه أعلاه؟ كيف يصدر بيان لقوة الدفاع يهنئ ويقول أن العملية انتهت وحافظنا على سلامة الجميع، وبيان آخر بعد أقل من ربع ساعة من وزارة الداخلية يقول أن "شهيدين" من رجال الأمن وقعا في الساعة 8 صباحا؟ في تقرير تلفزيون البحرين الذي عرض توقيتات دقيقة لكل الأحداث، لم يكن هناك متحدث رسمي عن أي جهة أمنية يعلق على هذه الأحداث أو يقوم هو شخصياً بتوضيحها.
ورغم أن الناطق باسم وزارة الداخلية قد وعد بالظهور مجدداً لإطلاع المواطنين على آخر التطورات، إلا أنه غاب فجأة، وغاب الناطق باسم قوة دفاع البحرين. واقتصر الأمر فقط على الدعاية التي ظل يردح بها إعلام السلطة. دون أن يعرف أحد من وراء هذا التحديث المفاجئ في أحداث إخلاء الدوار، ودون حتى أن تذكر المصادر التي صرحت وكتبت بل أنتجت وأخرجت هذا التقرير المثير جداً. وفي حين أن بيانات كل من وزارة الداخلية وقوة الدفاع كانت تشير إلى تحرك جميع القوات ضمن قافلة واحدة. كان التقرير يعيد سرد الوقائع ضمن عرض مختلف، وحسبما جاء فيه نصاً فإن "قوات حفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية طلبت دعم قوة دفاع البحرين لتأمين المنطقة قبل الدخول فيها في الساعة 6:38". تناقضات كثيرة تشهد على "خفة" الإعلام الدعائي الذي اعتمدت عليه السلطة. أجاءت في بيانات الدفاع والداخلية المتعارضتين، أم جاءت في تلفزيون العائلة العربية.
- 2024-11-05الجولة الخائبة
- 2024-11-03هكذا نفخت السلطة في نار "الحرب" على غزة كتاب أمريكي جديد يكشف دور زعماء 5 دول عربية منها البحرين في تأييد عمليات الإبادة
- 2024-10-29هذه النماذج التي صدّرتها عائلة آل خليفة للعالم العربي
- 2024-10-2320 عاما وجامع الحاج حسن العالي معطّل... التطرف لا تمسحه معابد وكنائس
- 2024-10-21عراقتشي في البحرين ليسمع كلمة وزير الداخلية «لا ناقة لنا ولا جمل»