مرآة البحرين (خاص): كل شيء كان رائعاً في ختام أسبوع حملة "#كي_لا_ننسى_النبيل" مساء أمس الخميس في مقر جمعية "وعد" في أم الحصم. جميل هو الفرح، العناق بين محبي الحقوقي المعتقل نبيل رجب، اللقاء واستذكار نصب دوار اللؤلؤة، تشرب شاي الحُرية، تسمع كلمات، تصفق لأمر عزيز عليك، تشاهد عملاً فنياً إبداعياً لأوبريت تجذبك نحو نبيل، تستشعر بصموده، بشجاعته وتطمئنك رؤيته، رفقته. الأطفال، أبناء الشهداء والمعتقلين وضحايا الاضطهاد يلبسون قناع نبيل ـ صورته التي تتجذّر فيهم ويهتفون "نحن جيل التغيير!". ثم تختتم الحملة بإطلاق مئات البالونات في سماء الحُرية.

تضمن ختام حملة التضامن مع رجب حفلاً خطابياً وإبداعأً فنياً لأوبريت "نبيل الوطن" تفاعل معه الجمهور، ثم احتفالية بتجاوز عدد متابعي النبيل في تويتر 200 ألف متابع، وهو أكبر رقم للمتابعين في البحرين، ثم احتفالية أخرى بعيد ميلاد المناضل الحقوقي الكبير والمعتقل عبد الهادي الخواجة، فنشعل شمعة، نتمنى لنبيل وهادي والسنكيس وكل الأحرار في سجون الطغاة أن ينعموا بالحرية في وطن حُر. شمعة تعني أسبوعاً جديداً للتضامن مع آخرين حتى يتحرروا جميعاً.

وبدأ الحفل بكلمة لافتة من الفنان الملتزم مرسيل خليفة خصها بصديقه رجب، ألقاها عريف الحفل ياسر ناصر وجاء فيها "لا شيء أعدل من الصديق نبيل رجب، حيث يحوّل سجن هذا الليل الأسود المتطاول إلى النور تحت وابل الإهانة الإنسانية يحفر بعمق حرية منسية، لا شيء سوى الذهول وأن لا معقول، لا شيء يحد من جدران الزنزانة ليتوقف عن المطالبة بحق شعبه بالحياة المتسعة بالحرية".

وأضافت "أيها السجان كم أنت وحيد وعالمك مقفر، أيها النبيل كم أنت كبير وعالمك رحب".

وبعدها ألقى الأمين العام لجمعية "الوفاق" الشيخ علي سلمان كلمة قال فيها "حظيت بدقيقة اتصال مع نبيل رجب من السجن، استشعرت فيها صموده، إصراره، ثباته، طمأنينته ووضوح رؤيته وهو في المعتقل"، مشددا على أن "نبيل منتصر وهو خلف القضبان على السلطة، سياسياً وأخلاقياً وحقوقياً".

وأضاف سلمان "في حسبان الخسارة والربح بين السلطة ونبيل فهو المنتصر بكل المقاييس على السلطة، فكل منظمات العالم الحقوقية تطالب بالإفراج عنه وتدين السلطة لاعتقاله، رؤساء أكبر دول العالم يطالبون بتحريره كسجين رأي ويدينون السلطات لاعتقال"، مردفا "السلطة تملك أسلحة ودبابات وتستطيع اعتقاله لكنها لا تستطيع الحد من حضوره الجماهيري الكبير، نبيل ينتصر في سجنه وخارج سجنه، والسلطة مدانة لاعتقاله".

من جانبه، قال القائم بأعمال جمعية "وعد" رضي الموسوي إن "نبيل رجب مدافع صلب عن حقوق الانسان وقد كشف الانتهاكات الحقوقية بشكل جبار وانتقموا منه. الإنسان موقف والحياة وقفة عز كما قال القائد الوطني عبد الرحمن النعيمي".

وتابع "آدم، نجل نبيل رجب، نقل تحيات والده إلى كل شعب البحرين وصموده من خلف القضبان، وحيا القائمين على هذه الحملة ومن تضامنوا مع والده وسجناء الضمير في سجون هذه السلطة الجائرة"، مستذكراً الخواجة وابنته زينب والسنكيس "وبقية الرموز الذين يناضلون من أجل حرية شعبنا وحقوقه المغتصبة". 

من جهتها، تقدمت الحقوقية جيهان كازروني، رئيسة حملة "كي لا ننسى"، بالشكر إلى جمعيتي "وعد" و"الوفاق" لاحتضان فعاليات هذه الحملة التي حاولت السلطة عرقلة فعالياتها بشتى الطرق والممارسات، منذ بدء الإعلان عن إقامتها". 

وبعد الانتهاء من كلمات اختتام الحملة تم عرض أوبريت بعنوان "نبيل الوطن" تفاعل معه الحضور كعمل إبداعي فني راقي، وانبهر بالأداء المتميز فيه شكلاً ومضموناً وإخراجاً. 

وانتقل المحتفلون في ختام الحملة إلى الباحة الخلفية لمقر "وعد" حيث أقيم نصب لـ"دوار اللؤلوة" وتم تدشين فعاليات متنوعة وقطع قالب حلوى للمناضل عبد الهادي الخواجة لبلوغه 52 عاماً، قضى جلها في نضاله الحقوقي في البحرين وخارجها أثناء سنوات النفي القسري، فيما توزع الحضور على  زوايا المتضامنين الصحافيين والأطباء والحقوقيين. كما خصصت زاوية لإشعال شمعه من أجل رجب بالإضافة إلى زاوية لتوقيع عريضه منظمة "آفاز" الإلكترونية.

وفي الختام، تم إطلاق عدد كبير من البالونات في سماء أم الحصم تحمل صور نبيل رجب من باحة مقر الجمعية، وسط عناق الحضور الحاشد في نسخة مصغرة لميدان الشهداء.